تغريدات صفعة القرن!
28 يونيو 2019
د. حسن عبدالله جوهر
الصفقة هي الاتفاق المرضي بين طرفين أو أكثر بما ينعكس على منافع متوازية ومنطقية ومنصفة بين هذه الأطراف، ولذا فأن ورشة البحرين بكل المقاييس صفعة محمودية مدوية لكل من شارك فيها، فما من رابح فيها سوى إسرائيل.
الصفقة هي نتاج لسلسلة من المحادثات والمفاوضات والمطالب والشد والجذب تستخدم خلالها مختلف أدوات الضغط والمساومات والإغراءات وحتى التهديدات للخروج بأكبر قدر من المكاسب وأقل الأضرار، وورشة البحرين حضرها العرب مرغمين صاغرين بإملاءات أمريكية فهي صفعة بكل المقاييس.
صفقة القرن مشروع أمريكي يزعم تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومحوره حق الفلسطينيين في دولة مستقلة آمنة تلتئم فيها أراضيها المسلوبة وشعبها المشرد وثرواتها المغصوبة على مدى 70 سنة، وورشة البحرين قبل بدء أعمالها أعطت القدس عاصمة للدولة اليهودية وضمت لهل الضفة الغربية ومنع اللاجئين من العودة إلى ديارهم، ومع ذلك لا زال العرب يهللون لهذا السلام.
أية صفقة هذه وقد غاب عنها فلسطين بكل وجوده ومكوناته وفصائله ورموزه ورجال أعماله وسلطته السياسية، فورشة البحرين تحولت إلى عرس دون وجود العروس والمهر دفع لليهود وشهود الزور بصموا للمأذون الصهيوني كوشنير دون أن يعقد القران.
التطبيل لميزانية الخمسين مليار دولار كذبة كبيرة، فهذا المبلغ أقل من الميزانية السنوية لأصغر دولة خليجية في عهد انخفاض النفط والعجز المالي، فكيف بهذا المبلغ يبني أربعة دولاً عربية ومنها مصر خلال عشر سنوات، ورشة البحرين ببساطة هي عمولات عربية للشركات ورجال الأعمال الأمريكان والإسرائيليين.
ماذا استفادت مصر من التطبيع قبل 40 سنة وماذا استفاد الأردن من التطبيع قبل 20 سنة وماذا استفادت السلطة الفلسطينية من التطبيع قبل 15 سنة، فهل تحولت إلى دول تنموية وهل انخفضت موازاتها العسكرية وهل نجت من الحروب والعنف؟ ورشة البحرين هي ذات كأس السم الذي يراد للخليجيين أن يتجرعوه.
كتب وليام شكسبير قبل 500 سنة رواية تاجر البندقية حول جشع اليهود فأورد مثالاً بأن شيلوك اشترط على انطونيو اقتطاع كيلوجرام من لحمه الحي كفائدة على قرض قدره 3000 جنيهاً، فكم طناً من اللحم البشري الفلسطيني يريد أن يسلخه المستشار اليهودي كوشيز مقابل 50 مليار دولار؟
دونالد ترامب يكرر دائماً بأن العرب لا يعنون له سوى بقرة حلوب، وأن الشرق الأوسط منطقة قذرة ومضيق هرمز لا يهمه، ومع ذلك يقول بأن حكومات الخليج يجب أن تدفع حتى نحميهم، لكنه هرب مع أول صاروخ إيراني، ومع هذا نفرش له الورود على أرضنا ليبيع عليها فلسطين بأموالنا، ألا يستحق ذلك قليل من الخجل؟
المطبلون في الكويت لطاعة ولي الأمر ومن تشدقوا أن من يخالف توجهات سمو الأمير هو مدفوع من الخارج، أين دموعهم ووطنيتهم وغيرتهم ممن تسللوا للمشاركة في ورشة البحرين ضاربين بعرض الحائط ليس القيم والأخلاق ولا المبادئ والشريعة بل الموقف الحكومي الرسمي والشعبي، المنافق يبقى منافق وانتهازي!