مقبول للنشر مجلة العلوم الاجتماعية، السنة 46، العدد 3، 2018 (ص. 65-112)

الباحثون:

د. حامد حافظ العبدالله – جامعة الكويت

د. حسن عبدالله جوهر – جامعة الكويت

د. علي عبدالصمد دشتي – جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا

ملخص الدراسـة

تهدف الدراسة إلى بحث واقع العلاقات الكويتية الصينية في ضوء مفاهيم وتطبيقات الدبلوماسية الناعمة بالاستناد إلى النظرية الوظيفية الحديثة كما صاغها عالم العلاقات الدولية ديفيد ميتراني (David Mitrany)، حيث تناول القسم الأول منها الإطار النظري وأهمية الدراسة وأهدافها والأدبيات السابقة وأسئلة الدراسة وفرضياتها، والمنهجية المعتمدة على المنهج التاريخي والمنهج الوظيفي والمنهج المسحي، وقد تم تطبيق النظرية الوظيفية على واقع العلاقات الكويتية الصينية عبر المستوى الشعبي والمستوى الاقتصادي والمستوى السياسي الرسمي، كما استعرض جوانب من دبلوماسية الصين الناعمة ودور الإعلام الصيني، وتطبيقاتها على العلاقات بين الصين ودولة الكويت.

في القسم الثاني، تم تحليل نتائج الاستبانة التي تم توزيعها على (619) مشاركاً من المواطنين الكويتيين من الجنسين، لاستطلاع آرائهم حول دور الإعلام والدبلوماسية الناعمة في تعزيز العلاقات الكويتية الصينية.

بيّنت نتائج التحليل الذي استخدم اختبارات (كرومباخ ألفا، ليفن لتجانس التباين، وتحليل الانحدار)، متانة العلاقات الكويتية الصينية من وجهة نظر الكويتيين على مختلف مستوياتها السياسية والاقتصادية والثقافية، كما عكست رغبة المواطنين في التعرف على الثقافة الصينية وزيارة الصين، في حين تراجعت الرؤية الإيجابية لدى الكويتيين تجاه مواقف الصين السياسية من القضايا العربية، خصوصاً الملفات الساخنة منها كالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والحرب في اليمن، كما خلصت الدراسة إلى اتفاق غالبية المشاركين في الاستطلاع على ضعف تأثير الدبلوماسية الصينية الناعمة ونشاط سفارتها في الكويت على نشر الثقافة الصينية والترويج لسياستها الخارجية في المنطقة.

أخيراً، اقترحت الدراسة مجموعة من التوصيات تتضمن ضرورة تفعيل دور وسائل الإعلام الصينية وتطبيقات الدبلوماسية الشعبية في تعزيز العلاقة بين البلدين، مع  التركيز على فئة الشباب، وتنشيط دور السفارة الصينية في الكويت من خلال افتتاح فرع لمعهد كونفوشيوس الصيني، وتشجيع السياحة بين البلدين وإقامة المهرجانات والفعاليات الفنية والأدبية وتغطيتها عبر وسائل الإعلام المحلي ووسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى شرح وتبرير مواقف الصين الرسمية تجاه قضايا المنطقة.

———————————-

المصطلحات الأساسية: السياسة الخارجية، الدبلوماسية الناعمة، الإعلام، اتجاهات الرأي العام، العلاقات الكويتية الصينية.

Abstract

This study aimed to examine the status of Kuwaiti-Chinese relations based on the main concepts of media and soft diplomacy, according to the modern functionalism theory by David Mitrany. The first part covered the theoretical framework which included the significance of the study, its objectives, the literature review, the research questions and the main hypotheses. A multilateral approach methodology, enfolded  historical and  functional approaches, as well as a survey study, has also been used.

The study adopted three levels of analysis as being expressed by new functionalism theory: public diplomacy, economic, and political and diplomatic relations levels.  It also shed lights on Chinese diplomacy and the role of the media in its soft policy. Some aspects of the relationship between Kuwait and China through the three levels have also been reviewed.

The second section analyzed the results of a questionnaire distributed to (619) Kuwaiti citizens of both sexes regarding their views on the role of media and soft diplomacy in promoting Kuwaiti-Chinese relations. The results of the analysis, using Cronbach’s alpha test, Levene’s T-Test and Regression analysis, showed that the Kuwaiti-Chinese relations were strong from the point of view of Kuwaitis at various political, economic and cultural levels. It also reflected the desire of citizens to understand Chinese culture and visit China. However, Kuwaitis showed less satisfaction in regard to China’s political positions concerning Arab issues, especially the Palestinian case, the Syrian crisis and the war in Yemen. The study also concluded that the majority of the respondents agreed on the weak impact of the Chinese diplomacy and the role of its embassy in Kuwait to spread Chinese culture and promote its foreign policy in the region.

The study concluded with a set of recommendations, including the necessity of activating the role of the Chinese media and its popular diplomacy in promoting the relationship between the two countries, focusing on the youth groups. Activating the role of the Chinese Embassy in Kuwait is also highly encouraged. Such activities may include the opening a branch of Confucius Institute, promoting tourism between the two countries, holding artistic and literary festivals, and most importantly  justifying China’s official positions on the issues of the region through local media and social media.

—————————-

Keyword: Foreign Policy, Soft Diplomacy, Media and Mass Communication, Public Opinion, Kuwait-China Relations.

تأثير الدبلوماسية الناعمة في تعزيز العلاقات الكويتية- الصينية: دراسة ميدانية لتوجهات عينة من المجتمع الكويتي

مقدمـة

تعتبر الصين قوة أساسية وفاعلة على الساحة الدولية نظراً لما تتمتع به من إمكانيات اقتصادية عسكرية وتاريخية وسياسية، وتميّزها بمقعد دائم في مجلس الأمن الدولي وخصوصيتها بحق النقض الفيتو، وقد تزايد الدور الصيني في السنوات الأخيرة بفضل نموها الاقتصادي وثقلها السياسي والعسكري، مع تراجع نظام القطب الأحادي الأمريكي في المنظومة الدولية وبروز قوى عالمية أخرى كروسيا وأوروبا.

تتمتع الصين بعلاقات تاريخية مع العالم العربي، وقد لعبت دور الداعم السياسي للعديد من القضايا العربية، إلا أن هذا الدور قد وضع تحت المجهر إبان الثورات العربية، حيث رأت فيه بعض الحكومات العربية وقوى المعارضة موقفاً سلبياً أو محايداً.

على صعيد العلاقات الكويتية الصينية، كانت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع دول المنظومة الاشتراكية ومنها الصين (أسيري، 1993)، فقد دشنت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 22 مارس 1971، وشهدت مسيرة هذه العلاقة الكثير من التطور على المستويات الاقتصادية والسياسية ومن أبرزها الوقوف إلى جانب الحق الكويتي أبان الغزو العراقي عام 1990 والمساهمة في مسيرة أعمار الكويت.

في الجانب السياسي، زار الصين العديد من المسؤولين الكويتيين، ومنهم زيارات قمة لأمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، والأمير الحالي سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح ورئيس الوزراء عام 2014 والعديد من الوزراء، كما شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم.

في الجانب الاقتصادي، ارتفع حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين في عام 2014 بنسبة 9.6% عن العام 2013 ووصل إلى قرابة 13.340.000 مليار دولار، كما تعتبر الكويت من أوائل الدول المصدرة للنفط والغاز إلى الصين بينما تستورد منها الملابس الجاهزة والأثاث والأجهزة الالكترونية والماشية والمواد الغذائية وغيرها.

في الجانب الثقافي، تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الأعوام من 1982 وحتى 2003، وشاركت الكويت في العديد من المعارض والمهرجانات والأسابيع الثقافية في العديد من المدن الصينية.

تركّز هذه الورقة على واقع العلاقات الكويتية الصينية واستكشاف سبل وطرق تعزيزها وتطويرها من خلال التركيز على البعد الإعلامي عبر وسائل الإعلام والقنوات الفضائية، والدبلوماسية الناعمة المتمثلة بزيارات الوفود الشعبية لتعزيز الروابط الثقافية والعلمية والدور الدبلوماسي والمواقف السياسية وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.

النظرية الأساسية التي تستند إليها هذه الدراسة هي النظرية الوظيفية الحديثة التي وضع أسسها العالم ديفيد ميتراني (David Mitrany)، التي تركز على دور الدبلوماسية الناعمة ووسائل الإعلام في تعزيز وتقوية العلاقات بين الدول بالتوازي مع الدور السياسي الذي يقوم به رؤساء الدول وكبار المسؤولين فيهما.

لتحقيق هذا الهدف، تم استطلاع آراء عينة من المجتمع الكويتي حول واقع العلاقات الكويتية الصينية من خلال البعد الإعلامي والثقافي والسياحي والاقتصادي والسياسي، وذلك من خلال استبانة أعدّت للتعرّف على مدى إدراك أفراد العينة بطبيعة هذه العلاقات على كافة المجالات وانسجامها مع العمق التاريخي للتعاون المتنامي بين البلدين، ومن ثم تحليل النتائج والوصول إلى توصيات تعكس أهداف الدراسة.

الإطار النظري

(1) مشكلة الدراسة:

تهدف الدراسة إلى معرفة فاعلية الدبلوماسية الناعمة الصينية، بأدواتها ووسائلها المختلفة، في تحقيق أهداف سياستها الخارجية، بالإضافة إلى تقييم أثر الدبلوماسية الناعمة من وجهة نظر عينية من المجتمع الكويتي ودورها في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف أبعادها الثقافية والاقتصادية والسياسية، فقد لوحظ في بعض الدراسات السابقة أن الصين بحاجة إلى تفعيل أدوات وقنوات دبلوماسيتها الناعمة بما يتناسب مع حجمها السياسي والاقتصادي وموقعها العالمي المتنامي، وهذا ما اقتضى دراسة هذا الجانب بشكل موسع، وذلك من خلال استقراء التطور التاريخي للعلاقات الكويتية الصينية منذ بداية تدشينها رسمياً عام 1971 وحتى وقت إعداد الدراسة، بالإضافة إلى دراسة ميدانية تطبيقية، تم إعدادها في الفترة من مارس وحتى مايو 2015، لمعرفة آراء الفئات المستهدفة لواقع العلاقات الكويتية – الصينية التاريخية والمتميزة واستشراف آفاقها المستقبلية عبر قنوات الدبلوماسية الناعمة خصوصاً في أبعادها الجديدة كالقنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي والتبادل الثقافي والاجتماعي والسياحة والتعليم والعلاج.

(2) أهمية الدراسة:

يكتسب الحديث عن الدور الصيني على الساحة الدولية بشكل عام، وفي الشرق الأوسط بشكل خاص، أهمية كبيرة في ظل تصاعد ظاهرة الاستقطاب السياسي في المنطقة وتصاعد الدور الصيني والاتجاه المتنامي نحو تحرير التجارة وعولمة الاقتصاد وسخونة الأوضاع الإقليمية كما هو الحال في الملف اليمني والسوري والعراقي، وتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط، وتوجه الصين إلى بناء علاقات شراكة استراتيجية في المجالات الثقافية والشعبية والاقتصادية والعسكرية مع دول المنطقة رغبة منها في تعزيز سياستها في التخلص من سيطرة القطب الواحد على الساحة الدولية، دون الانخراط في أية صراعات وتوترات إقليمية، وذلك من خلال استراتيجية أكثر برجماتية وتوازناً في العلاقات الدولية عبر بوابة الدبلوماسية الناعمة (محمود، 2015).

تكمن أهمية هذه الدراسة أيضاً في أنها من بين الدراسات الحديثة في منطقة الخليج العربي ودولة الكويت تحديداً والقائمة على بحث ميداني يستطلع آراء عينة من المجتمع الكويتي حول قضايا تتعلق بالعلاقات الكويتية الصينية من خلال بعدي الدبلوماسية الناعمة (Soft Diplomacy) والإعلام (Media)، إذ تهدف الدراسة إلى معرفة آراء المشاركين حول محاور مختلفة تتعلق بالثقافة الصينية والسياحة والتعليم كتعبير عن ملامح الدبلوماسية الناعمة، إضافة إلى مدى متابعتهم لوسائل الإعلام الصينية والأخبار المتعلقة بالصين في الصحافة ووسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.

ينضوي رأي العينة أيضاً في السياسة الصينية والموقف الرسمي تجاه أبرز القضايا العربية، كالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والوضع في اليمن، كما يستهدف معرفة آراء المستطلعين حول الدور الذي تقوم السفارة الصينية في الكويت ومدى معرفتهم بأنشطتها في نشر الثقافة الصينية وتعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين.

تأتي أهمية الدراسة كذلك في استخدام النظرية الوظيفية الحديثة بالصورة التي طرحها الخبير في العلاقات الدولية ديفيد ميتراني، وغيره من العلماء، والتي تركز على دور الدبلوماسية الشعبية بجوانبها المختلفة في تعزيز أواصر الثقة والتعاون بين الدول المختلفة، حيث يركز البحث على محورين مهمين يعكسان متانة العلاقة بين الدول، وهما الدبلوماسية الشعبية (People to  People Diplomacy) التي تنعكس في الجوانب الثقافية والفكرية والسياحية، ومحور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يمكن أن يلعب دوراً كبيراً في تعزيز العلاقات بين البلدين ونشر ثقافة كل بلد والتأثير المدروس في ذهنية الرأي العام على الجانب الآخر، ولعلها من الدراسات التحليلية القليلة والجديدة التي تستعرض العلاقات الكويتية الصينية ضمن ما تم الإشارة إليه من محاور، كما أنها الدراسة الأولى من نوعها، حسب علم الباحثين، التي تقوم على استطلاع ميداني لآراء عينة من المجتمع الكويتي حول مجمل العلاقات بين الصين والكويت.

(3) الدراسات السابقة:

يمكن تصنيف الدراسات المتعلقة بموضوع البحث إلى ثلاثة مجموعات هي الدراسات المتعلقة بالدبلوماسية الناعمة ودورها في تعزيز العلاقات بين الدول، بالإضافة إلى الدراسات المتعلقة بدور وسائل الإعلام في السياسة الخارجية وتأثيرها الثقافي والسياسي على شعوب الدول الأخرى، وأخيراً الدراسات المتعلقة بالعلاقات الكويتية الصينية وتطورها التاريخي على مختلف الأبعاد والمستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

أولاً: الدراسات المتعلقة بالدبلوماسية الناعمة ودورها في تعزيز العلاقات بين الدول:

يمكن تقسيم الدراسات المتعلقة بالدبلوماسية الناعمة إلى نوعين أحدهما يتعلق بمفاهيم الدبلوماسية والقوة الناعمة بشكل عام، والآخر يركّز على الدبلوماسية الناعمة أو الشعبية الصينية بشكل خاص.

من بين أبرز الأدبيات التي تناولت مفاهيم وتطبيقات الدبلوماسية الناعمة دراسة جوزيف ناي (Nye, 2005) بعنوان “القوة الناعمة النجاح في السياسة الدولية”، حيث عرّف القوة الناعمة بأنها “جعل الآخرين يريدون ما تريد” و “أن يختار الناس بدلاً من إرغامهم”، واعتبرها الوجه الثاني للقوة، فقد يتمكن بلد ما من الحصول على النتائج التي يريدها في السياسة العالمية لأن هناك بلدان أخرى قد تكون معجبة بقيمه وثقافته فتحذو حذوه وتتطلع إلى مستواه في الازدهار والانفتاح.

أضاف ناي أنه في السياسة الدولية تنشأ الموارد المنتجة للقوة الناعمة إلى حد كبير من القيم التي تعبّر عنها منظمة أو بلد ما في ثقافته، وبيّن أن موارد القوة الناعمة تتمثل في:

(1) الثقافة وهى مجموعة القيم والممارسات التي تخلق معنى للمجتمع ولها عدة مظاهر كالأدب والفن والتعليم وتنتقل عن طريق الاتصالات والزيارات والتبادلات والتفاعلات الشخصية.

(2) القيم السياسية التي تتبناها الدولة خصوصاً عندما تطبقها بإخلاص في سياستيها الداخلية والخارجية.

(3) السياسة الخارجية خصوصاً عندما تكون منضوية تحت رداء من الشرعية وذات سلطة معنوية وأخلاقية.

الدراسة المهمة الأخرى التي تناولت موضوع الدبلوماسية الناعمة بإسهاب كانت لـ جان مليسين (Melissen, 2005) حول مفهوم الدبلوماسية الشعبية الحديثة بين النظرية والتطبيق، واعتبارها من أهم أدوات القوة الناعمة التي تم الاستفادة منها بفاعلية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي خلال فترة الحرب الباردة، وطــرحت بعض التـعريفات الخاصــة بالدبلوماسية الشعبية ومنها تعـريـف بــول شارب (Paul Sharp) بأنها “العملية التي من خلالها تتابع العلاقات المباشرة بين الناس في بلدها لعرض المصالح وتعزيز القيم لمن يتم تمثيلهم”، في حين اعتبرها هانس توك (Hans Tuch) “عملية التواصل الحكومية مع العالم الخارجي من أجل التوصل لفهم أوضح لقيمها وآرائها”.

من النماذج غير التقليدية للدبلوماسية الشعبية في الدول غير الديمقراطية أو من هي في طور الانتقال السياسي، استعرض فريق مليسين المثال الصيني باعتبارها بلد “الحزب الواحد” ذي السلطة المركزية والفاعلة في مجال الرعاية السياسية، مع إيضاح الدور المحوري للثقافة الصينية كإحدى تطبيقات الدبلوماسية الناعمة في النظام العالمي الجديد.

أما في النوع الثاني من مجموعة الدراسات المتعلقة بسياسة الصين الناعمة والشعبية، فـقد استــعرض كل من بيتس جـيل ويانـز هونغ هوانغ (Gill and Huang, 2006) مصادر وحدود قوة الصين الناعمة الدبلوماسية الصينية في أبعادها الثقافية والسياسية والأيديولوجية، وأجرى الباحثان دراسة لقياس شعبية الصين لدى جمهور من المتلقين من مستمعي هيئة الإذاعة البريطانية (BBC World Service) شملت 22 دولة، عكست آراءً إيجابية عن الصين في 14 دولة وبمعدل 48% من حجم العينة، وهى أعلى من النسبة المستطلعة حول آراء العينة تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، كما أكّدت نتائج الاستطلاع قوة تأثير وفعالية الدبلوماسية الصينية الناعمة لدى جمهور المتلقين في بلدان الشرق الأوسط.

من جهته، بيّن ناصر الحسيني (2016) في دراسته “الصين: نعومة المخالب” جوانب من سياسة القوة الناعمة الصينية، وبدأ بتعريف النظام السياسي الصيني وآليات صنع القرار وتوزيع القوى فيه مع إيضاح دور القوى التقليدية الرئيسية في صناعة القرار ودور الزعيم الفرد والقيادة الجماعية في اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، كما استعرض الحسيني أيضاً السياسة الخارجية الصينية في جوانبها التاريخية والمعاصرة والعلاقات الصينية مع أفريقيا ودول الشرق الأوسط والولايات المتحدة الأمريكية، وأخيراً قدّم شرحاً لمفاهيم القوة الناعمة الصينية حيث اعتبرها قائمة على الإقناع بدل الإكراه وتعظيم القدرة على جذب الآخرين عبر وسائل عديدة، ثقافية ودبلوماسية واقتصادية، إضافة إلى المشاركة في المنظمات متعددة الجنسيات، ومنذ عام 1996 استبدلت الصين سياسة القوة الناعمة المحدودة بسياسة أكثر فعالية وديناميكية وقدرة على التأثير من خلال استراتيجية توزيع المكاسب (Win-Win Strategy) متخذة سياسات مرنة وصديقة مع دول شرق آسيا ومنطقة بحر الصين الجنوبي.

في دراسة أخرى حول الدبلوماسية الشعبية وظهور الصين كقوة ناعمة، قام ييوي وانغ (Wang, 2008) ببيان الفهم الصيني للدبلوماسية الشعبية متجسداً في التاريخ والثقافة الصينية والاستراتيجية الجديدة المواكبة للصعود والنمو الصيني، كما شرح أيضاً مفهوم الدعاية (Propaganda) في المنظور الصيني الذي يعكس معان إيجابية تتمثل في السعي لنشر الأخبار وتشكيل الأيديولوجية والإعلان عن التوجهات السياسية الصينية، واعتبر وانغ أن لهذه الدعاية مستويان، داخلي وخارجي، موضحاً الأدوار التي تلعبها الدبلوماسية الشعبية في صعود ونمو الصين على النحو التالي:

1- التحول من الدعاية الخارجية إلى الدبلوماسية الشعبية بما يخلق مناخاً دولياً متجانساً ومتعاطفاً مع السياسات الصينية الرسمية.

2- أنها قد تكون مرآة عاكسة للصعود الصيني في القرن 21 من خلال بيان الجوانب المشرقة والجميلة للصين.

3- بناء القوة الناعمة وطرح مفهوم “الصعود الناعم” بدلاً عن “الصعود الخشن” وذلك من خلال الصعود في (المعايير وليس فقط الأسواق)، والصعود في (القيم وليس فقط البضائع).

وخلص الباحث إلى ضرورة اتخاذ الصين خطوات إيجابية وفعالة في دبلوماسيتها الشعبية مع تضمين مبادئ هذه الدبلوماسية ووسائل تطبيقها في صلب الاستراتيجية الوطنية الصينية.

ثانياً: الدراسات المتعلقة بدور الإعلام في دبلوماسية الصين الناعمة:

طرح إيتان جلبوا (Gilboa, 2001) في دراسته حول الدبلوماسية في عصر الإعلام، ثلاثة نماذج من المفاهيم والقيم لشرح وتحليل دور الإعلام في الدبلوماسية، واعتبر النموذج الأول هو الدبلوماسية الشعبية (Public Diplomacy) حيث يستخدم الفاعلون في الساحة الدولية سواءً من الدول الرسمية أو من غـير الـدول (Non-State Actors) الإعلام للتأثير على الرأي العام الخارجي، بينما النموذج الثاني هو دبلوماسية الإعلام وفيها يستخدم المسؤولون الرسميون الإعلام للتأثير على الفاعلين الدوليين وتسويق حلول الأزمات، أما النموذج الثالث فيتمثل بدبلوماسية الوسيط الإعلامي (Media-Broker Diplomacy) وهو حين يقوم الصحفيين بشكل مؤقت بتقمص دور السياسيين كوسطاء في عمليات التفاوض الدولي، ويعتبر النموذج الثالث في رأي جلبوا مبتكراً وحديثاً، حيث تم تطبيقه إضافة إلى النموذجين الآخرين على حالات متعددة لبيان تأثير الإعلام في العملية السياسية.

كما بيّن جلبوا أن تأثير دبلوماسية الإعلام يكمن في تعزيز العلاقات بين الدول عبر العديد من الأنشطة والفعاليات كالمؤتمرات الصحفية والمقابلات الفضائية والزيارات الرسمية للمسؤولين الرسميين بما في ذلك جهود الوساطة حتى مع الدول المعادية وذلك من أجل استقطاب أعداد كبيرة من الجماهير في الدول الأخرى.

كما تناول شو مين سو (Su, 2015) دور التويتر في الدبلوماسية الشعبية (Twitplomacy) كأحد أهم أدوات التأثير الدبلوماسي كما تبين له من خلال دراسة أجراها على السفارة الأمريكية في الصين، واعتبر دبلوماسية التويتر وتأثيرها السياسي قوي لدرجة فعالة بل أنها تكمل دور الدبلوماسية التقليدية، وذلك لما تخلقه من تواصل مباشر بين الحكومة وجمهور المتلقين حول العالم، إضافة إلى الشفافية في المناقشة وطرح القضايا وتسهيل التوضيح غير الرسمي للمسؤولين حول آرائهم، الأمر الذي من شأنه تعزيز فهم القضايا والأنظمة المختلفة وخلق ضغط مجتمعي لتغيير بعض السياسات.

من جانب آخر، ركّزت دراسة نادين ستراوس وآخرين (Strauss et al., 2015) على شرح مجموعة من سياسات التواصل الاجتماعي لخدمة العملية الدبلوماسية، القائمة على مبادئ الشفافية والملائمة وتتمتع بالإيجابية والتفاعلية وذات العلاقة الشخصية، وتوصلت هذه الدراسة التي أجريت على بعض السفارات الغربية في دول مجلس التعاون الخليجي أنها لا تقوم بالدور المطلوب في عملية التواصل التفاعلية وتفتقر إلى الوصول المباشر والشخصي مع الجمهور، وخلصت الدراسة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تكون مؤثرة فيما أسمته بالدبلوماسية الرقمية (Digital Diplomacy) حين يؤخذ في الاعتبار السياسات السابق الإشارة إليها مع ضرورة ملاءمتها وتقنينها مع السياق المجتمعي، وأوصت السفارات الأجنبية في دول الخليج بالانخراط بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص ذوي خلفيات متعددة مع الأخذ بعين الاعتبار السياسات المذكورة.

ثالثاً: الدراسات المتعلقة بالتطور التاريخي للعلاقات الكويتية الصينية:

نادرة هي الدراسات العلمية والأكاديمية التي تناولت موضوع العلاقات الكويتية الصينية على الرغم من قدم هذه العلاقات واحتوائها على أبعاد مختلفة سواءً السياسية أو العسكرية أو الأمنية أو الاقتصادية أو الشعبية، وقد يكون السبب الرئيسي في ذلك قلة عدد المختصين والباحثين في العلاقات بين الصين والكويت من كلا البلدين، بالإضافة إلى محدودية مراكز الأبحاث والدراسات الاستراتيجية المتخصصة والمهتمة بهذا الموضوع، ومن الجهات القليلة التي أخذت على عاتقها تفعيل الجانب البحثي حول العلاقات الكويتية الصينية وحدة الدراسات الآسيوية بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، التي ساهمت في نشر دراستين مهمتين في هذا الشأن.

في الدراسة الأولى، استعرض محمد السيد سليم (2011) نصف قرن من العلاقات بين الكويت والعملاق الآسيوي الصاعد، بدءً بالخلفية التاريخية المتمثلة بزيارة أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح للصين الشعبية عام 1965، مروراً بعام 1971 الذي شهد تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ودور الصين في الاعتراف باستقلال الكويت منذ عام 1961، وما تضمنته هذه الحقبة من مجموعة مهمة من الاتفاقيات الشاملة الموقعة بين الجانبين، وانتهاءً بموقف الصين المؤيد للقرارات الدولية وعودة الشرعية الكويتية إبان الغزو العراقي 1990-1991، كما شملت الدراسة جدولاً بقائمة الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات بين المسؤولين الكويتيين والصينيين لكلا البلدين.

كما أوضح سليم أوجه التعاون بين الكويت والصين في مختلف المجالات العسكرية والطاقة والاستثمارات والمشاريع الاقتصادية المشتركة، بالإضافة إلى دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية في دعم العديد من المشاريع التنموية في الصين، واختتم بحثه بضرورة قيام الكويت بنقل التكنولوجيا الصينية وتوطينها محلياً، وتفعيل التعاون الثقافي والأكاديمي، إلى جانب تعزيز أطر الحوار الجماعي لدولة الكويت ومجلس التعاون الخليجي مع الصين عبر المنتدى العربي الصيني للتعاون والحوار الاستراتيجي.

في دراسة حديثة وشاملة، تناولت العنود الصباح (2015) مسيرة العلاقات الكويتية الصينية في إطار رؤية استشرافية مستقبلية، مبينة أن العلاقات الثنائية بين البلدين تقوم على خمسة أعمدة رئيسية هي:

(1) السياسة: حيث تم استعراض تاريخ العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجانبين واعتمادها في الوقت الحاضر على دعم الكويت المستمر والدائم لوحدة الأرض الصينية، إضافة إلى سياسة الحوار الجماعي بين الصين ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي.

(2) التجارة والاقتصاد: وقد استعرضت الباحثة خلالها مسيرة العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين مع بيان حجم الاستثمارات والمشاريع المشتركة بين الطرفين، بما في ذلك حجم القروض التي قدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية للصين، والتي بلغ مجموعها 37 قرضاً بقيمة 280 مليون دولاراً خلال الفترة من عام 1982 وحتى عام 2014.

(3) الطاقة: إذ تعتبر الصين ثالث أكبر مستورد للنفط الكويتي، ويتمثل التعاون بين البلدين في هذا النطاق في مجالات الاستكشافات الدولية وتنويع مصادر الطاقة إضافة إلى المشاريع المشتركة في الطاقة كمشروع إنشاء مصنع تكرير النفط في مدينة جوانغ دونغ الصينية.

(4) الجانب العسكري والأمني: ويتجسد هذا الجانب في توقيع الكويت لأول اتفاقية عسكرية مع الصين عام 1995، إضافة إلى الموافقة الصينية في عام 1998 على بيع الكويت معدات وأجهزة عسكرية بقيمة تصل إلى 186.5 مليون دولار.

(5) البعد الشعبي (People to People Exchanges): فقد بينت الصباح أن الكويت تسعى إلى تقوية علاقتها الثقافية مع الصين من خلال برامج اللغة والزيارات الطلابية وإنشاء وحدة للدراسات الآسيوية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، والاستفادة من سياســة الصين الناعـمة التي أعلنها الرئـيس الصيني جي جنغ بنغ (Xi Jinping) والرامية إلى تعزيز العلاقات الشعبية والثقافية ودور وسائل الإعلام والتعليم، والتركيز على الفهم الصحيح للإسلام، إضافة إلى التعاون المشترك في مجالات البحث العلمي والثقافي.

كما استعرضت الباحثة الموقف الصيني من الملف النووي الإيراني والصراع السوري والنزاع في اليمن وانعكاساته على الكويت ودول مجلس التعاون، واختتمت دراستها الاستشرافية بالإشارة إلى قدرة الكويت على لعب دور محوري توازني في سياسة الصين في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً مع الدول الكبرى والقوى الإقليمية كإيران وتركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، وتوقعت أن تتزايد أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات من خلال المشاريع الاقتصادية والتنموية والطاقة.

(4) أسئلة البحث:

يحاول البحث الإجابة على الأسئلة الأساسية التالية:

  1. ما هي الملامح العامة لدبلوماسية الصين الناعمة وأهم تطبيقاتها في العلاقات الصينية الكويتية؟
  2. ما تأثير الدبلوماسية الناعمة والإعلام الصيني في تعزيز العلاقات الكويتية الصينية؟
  3. ما هي آراء الكويتيين عن العلاقات الكويتية الصينية انطلاقاً من بعدي الإعلام والدبلوماسية الناعمة؟
  4. هل يتفاوت تأثير الدبلوماسية الناعمة والإعلام الصيني على الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العلاقات الثنائية بين دولة الكويت جمهورية الصين الشعبية؟
  5. ما تأثير الدبلوماسية الناعمة والإعلام الصيني في شرح الموقف الصيني في مساندة القضايا العربية سياستها تجاه الأزمات التي تمر بها البلاد العربية بعد أحداث الربيع العربي؟
  6. ما دلالة تأثير الدبلوماسية الناعمة الصينية على متغيرات الجنس والفئات العمرية والمستوى التعليمي في المجتمع الكويتي؟

(5) فرضيات البحث:

ينطلق البحث من فرضية أساسية وهى أنه كلما زاد التعاون والتواصل على المستويين الشعبي والثقافي، كلما زاد التعاون على المستوى الاقتصادي والأمني والعسكري والسياسي، وفي طيات هذه الفرضية الأساسية تكمن فرضيتان ثانويتان هما:

أ- الدبلوماسية الناعمة الصينية غير مؤثرة في شرح السياسة الخارجية الصينية ومواقفها الرسمية والتسويق لأهدافها الإعلامية والثقافية، بينما هي نشطة في الترويج لأهدافها الاقتصادية.

ب- متغيرات العمر والجنس والمستوى التعليمي تلعب دوراً مؤثراً في فهم واقع العلاقات الكويتية الصينية واستشراف مستقبلها.

(6) منهجية البحث:

استندت الدراسة في معطياتها وتحليل نتائجها واستنتاجاتها على المنهج التاريخي لاستعراض تطور العلاقات الكويتية الصينية منذ عام 1971، بالإضافة إلى المنهج الوظيفي متمثلاً في النظرية الوظيفية الحديثة لفهم واقع العلاقات الثنائية بين البلدين عبر أبعادها السياسية والاقتصادية والثقافية، وقد تم استعراض مجموعة من الأدبيات التي تناولت بالشرح والتحليل هذين المنهجين وتطبيقاتهما العملية.

أما التركيز الأساسي في تحقيق أهداف الدراسة فقد اعتمد على المنهج المسحي الإحصائي حيث تم توزيع استبانة على عينة عشوائية مناسبة لحجم المجتمع الكويتي عددها 619 شخصاً من الجنسين، ومن فئات عمرية مختلفة وخلفيات تعليمية متعددة، وذلك من أجل التعرف على آرائهم في محاور الدراسة.

تمت مراجعة أسئلة الاستبانة من قبل أستاذان من قسم العلوم السياسية وقسم الاجتماع في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت، كما تمت مراجعة واعتماد النموذج النهائي للاستبانة من قبل مركز التميّز بجامعة الكويت على يد أساتذة مختصين في الدراسات الإحصائية والطرق الكمية، حيث تم استخدام أسلوب سحب العينة الطبقية (Stratified Sampling) الذي يتناسب مع تنوع المتغيرات ذات الصلة بمحاور البحث الأساسية، ومن ثم أخذت عينة حجمها (619) شخصاً، وتم قياس كفاءة العينة البحثية بإتمام خطوة (Pilot-Study) على (10%) من حجم العينة المطلوبة، ووجد أن اختبار كرونباخ ألفا (Cronbach’s Alpha) (697.=α)، مما أعطى استعداد العينة الطبقية للاختبارات الإحصائية المطلوبة.

كما تم وضع وتوزيع استبانة بالاستعانة بالرابط (SurveyMonkey.com) لتجميع البيانات الوصفية (الديموغرافية) والكمية (البحثية) لجميع طبقات المجتمع الكويتي، باختلاف مستوياته التعليمية والثقافية، واستخدام أسلوب النسب والتكرارات للحصول على المقادير الكمية التي تخدم منهجية البحث الكمي والوصفي على حدٍ سواء.

(6) تعريف المفاهيم المستخدمة:

تتمحور الدراسة حول مجموعة من المفاهيم الرئيسية التي اعتمدت عليها أهدافها وفرضياتها، ومن أهم تلك المفاهيم:

– الدبلوماسية: وهي فن وممارسة إدارة المفاوضات بين دولتين أو أكثر في عملية تنفيذ السياسة الخارجية، أو أنها إحدى أدوات السياسة الخارجية كما يعبر عنها الكثير من منظري العلاقات السياسية الدولية.

– القوة الناعمة: وقد عرّفها جوزيف ناي بالقدرة على جعل الآخرين يريدون ما تريد كما أنها تعكس حجم التأثير على الجذب والضم دون اللجوء إلى الإكراه أو استخدام القوة.

– دبلوماسية الإعلام: وهي استخدام المسؤولين الرسميين وسائل الإعلام للتأثير على الفاعلين الدوليين وتسويق أفكارهم وسياساتهم في حل الأزمات.

– المصلحة الوطنية: وهي تعزيز مقدرات الدولة من القوة بما يمكنها من تحقيق أهدافها الخارجية، أو المصلحة التي تعتبرها دولة أو قوة ما هدفاً منشوداً كما بيّن هانس مورجانثو.

العلاقات الكويتية الصينية

يتناول هذا القسم من الدراسة واقع العلاقات الكويتية الصينية وفق منظور النظرية الوظيفية، وتطبيقات الدبلوماسية الصينية الناعمة في علاقاتها مع دولة الكويت، ودور الإعلام في دبلوماسية الصين الناعمة، بالإضافة إلى استعراض العلاقات الكويت الصينية من واقع العمق التاريخي لهذه العلاقات في البعد الشعبي والثقافي، والجانب الاقتصادي والطاقة، والبعد الأمني والعسكري والسياسي.

الجزء الأول: النظرية الوظيفية والعلاقات الكويتية الصينية:

يمكن اتخاذ النظرية الوظيفية بشكليها التقليدي والمطور كأساس نظري لفهم العلاقات بين الصين والكويت، فقد وضع أسس الوظيفية العالم البريطاني ديفيد ميتراني (David Mitrany) بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتناقش النظرية الأسباب التي تؤدي إلى الحرب والسلم وطرق بناء الثقة بين الدول، فالخلل في التوازنات الاجتماعية والاقتصادية يشكل أسباباً رئيسية للحرب، أما الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي فهو الشرط الأولي لتحقيق وإقرار السلام.

اقترح ميتراني إيجاد مؤسسات دولية على أساس الوظائف تنطلق من معالجة مسائل معينة محدودة لتتطور تدريجياً في مجال التعاون الدولي انطلاقاً من مبدأ “الشكل يتبع الوظيفة (حداد، 2006؛ 2007 Popoviciu,)، فالدول والوحدات السياسية عاجزة لوحدها عن حل ومجابهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، لذا لا بد من التعاون الدولي من خلال هذه المنظمات وربط المصالح فيما بينها (Alexandrus, 2007).

بينما قام أرنست هاس (Ernst Hass) وروبرت شوفان (Robert Schumann) وجان مونيه (Jean Monnet) بتطوير النظرية الوظيفية إلى شكلها الجديد وذلك من خلال التركيز على إنشاء مؤسسات مركزية إقليمية تستطيع أن تقوم بدور فاعل في خدمة أهداف التكامل الاقتصادية لدى الجماعة الأوربية وتنقسم لثلاث مستويات:

أ. تكثيف العلاقات على المستويات الشعبية (الرياضية، النفسية، التعليمية، الثقافية).

ب. تعزيز العلاقات على المستويات الاقتصادية والتجارة والاستثمارية.

ج. تعزيز العلاقات على المستوى السياسي وإنشاء مؤسسات ومنظمات تمنح صلاحيات ما فوق الدولة وإن كانت محدودة (دشتي، 2014؛ يوسف، 1985).

ضمن هذا الإطار تأتي خصوصية دراسة العلاقات بين الكويت والصين، إذ يفترض الباحثون أن السبيل الأجدى لتعزيز العلاقات هو من خلال المستويات الثلاث السابق ذكرها، خصوصاً فيما يتعلق بالدبلوماسية الشعبية ودور وسائل الإعلام.

الجزء الثاني: الدبلوماسية الصينية الناعمة:

تعتبر الدبلوماسية الناعمة جزء من سياسة الصين الخارجية الحديثة سيما بعد الخروج من شرنقة التوجهات الشيوعية الحاكمة في فترة الحرب الباردة والصراع في منطقة بحر الصين وشبة الجزيرة الكورية، ولا يمكن فصل سياسة الصين الناعمة والشعبية عن مجمل التطور السريع الذي شهدته الدبلوماسية الصينية بشكل عام خلال العقد السابـق والتي تعـتبر انعكاسـاً للتحـولات المذهـلة في الاقتـصاد والسياسة (Quingan & Jinwei, 2012)، وترمي سياسة الصين الناعمة إلى تحقيق ثلاثة أهداف، أولها طرح صورة الصين كدولة تهتم بمصالح مواطنيها، وثانيها أنها قادرة على اتخاذ خطوات مهمة في مجال الإصلاح السياسي والاقتصادي، وآخرها أنها تريد إظهار نفسها بمظهر الشريك المؤتمن في المجتمع الدولي والقادر على المساهمة في السلام العالمي (D’Hooghe, 2005).

من مصاديق الدبلوماسية الناعمة، الدبلوماسية الشعبية وهي عبارة عن “الأدوار التي تقوم بها المنظمات والهيئات غير الحكومية للتقريب بين شعوب الدول وبناء جسور الثقة كمقدمة لتحقيق التعاون والتكامل السياسي (أسيري، 2010)، وتنتهج الصين في سياستها الخارجية مبادئ سلمية مستقلة هدفها حماية استقلال الصين وسيادتها وسلامة أراضيها ووحدة التراب الصيني انطلاقاً من المصالح الأساسية للشعب الصيني وشعوب العالم، وترى أن جميع النزاعات والخلافات الناشبة بين البلدان يجب أن تحل بطرق سلمية عبر المشاورات وليس باللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول بأية حجة، كما تطبق الصين سياسة الانفتاح على الخارج بصورة شاملة مع الرغبة في توسيع مجالات الاتصال التجاري والتعاون الاقتصادي والتكنولوجي والتبادلات الثقافية والعلمية على نطاق واسع مع مختلف دول العالم على أساس مبدأ المساواة والمنفعة المتبادلة.

منذ عام 1996 بدأت الصين باستخدام بعض تطبيقات القوة الناعمة من خلال استراتيجية توزيع المكاسب في سياستها الخارجية (الحمراوي، 2016) حيث ارتكزت هذه السياسة الناعمة على الثقافة والدبلوماسية والأيديولوجية إضافة إلى الوسائل السياسية كما هو الحال مع القوى الكبرى (Giu & Thuang, 2006)، وانطلاقاً من تاريخها الضارب في أعماق الزمن، بدأت الصين بالتسويق لثقافتها وصناعة الأفلام والسياحة بل وحتى طرق العلاج الصيني (D’Hooghe, 2005)، كما انتهجت أساليب الإقناع بدلاً من الإكراه وتعظيم قدرتها في جذب الآخرين من خلال الوسائل المشار إليها فضلاً عن المشاركة في المنظمات متعددة الجنسيات.

إضافة إلى استخدام القوة الناعمة “العليا” المختصة بالنخب، فقد انتهجت الصين أسلوب القوة الناعمة “الأدنى أو المنخفضة” من خلال التعامل مع القاعدة الجماهيرية الأوسع (الحسيني، 2016) حتى أضحى استخدام مفهوم “القوة الناعمة” رائجاً وشائعاً بين المفكرين والصحفيين والشخصيات الرسمية الصينية، ففي الاجتماع الـ 17 للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر 2012 تم التركيز على ضرورة تعزيز الثقافة كمكّون أساسي في السياسة الناعمة وبما يضمن مصالح الناس وحقوقهم الثقافية، كما أطلق نائب رئيس منظمة شانغهاى للعلاقات العامة، وو يو فو، في عام 2006 حملة لاستبدال التنين بالباندا كشعار رسمي للصين، (Wang, 2008).

الجزء الثالث: دور الإعلام في دبلوماسية الصين الناعمة:

أن الدبلوماسية العامة الفاعلة، كما العلاقات العامة الفاعلة، تحتاج إلى توفر ثلاثة عناصر رئيسية لضمان نجاحها وهى معرفة “المنتج” و”فهم السوق الذي سيباع فيه المنتج” و”المقدرة على بيعه” (فندي، 2008)، وضمن هذا الإطار لا بد للإعلام الصيني أن يتحرك لتسويق ثقافته وأيديولوجيته ونموذجه الاقتصادي الصاعد وصورة الصين في الخارج.

يلعب الإعلام دوراً كبيراً في دبلوماسية الصين الناعمة من خلال الترويج والدعاية للسياسات الصينية في الداخل والخارج، وتسويق المواقف الصينية والصعود الصيني ونشر الأيديولوجية والثقافة واللغة، فالصعود الصيني غير الاعتيادي، كان يتطلب أن يجاريه جهود صينية للاهتمام بصورة الصين في الـداخـل والخـارج (Wang, 2011)، ويقوم بهذا الدور عدة مؤسسات منها قسم الدعاية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومكتب الإعلام في المجلس الوطني، ومكتب الإعلام في وزارة الخارجية، وكالة زينهاو للأخبار، وإذاعة الصين الدولية (CRI)، وجريدة (China Daily)، وقناة الصين التلفزيونية المركزية (CCTV)، وتقوم هذه القناة ببث برامجها بعدد لغات منها الإنجليزية والاسبانية والفرنسية والروسية والعربية، بما يجعلها بحق أحد أهم أدوات نشر الثقافة الصينية ضمن استراتيجية الصين الناعمة (Smirnova, 2016; Lee, 2013)، كما قامت الصين بإنشاء أكثر من 504 فروع لمعهد كونفوشيوس حول العالم لنشر الثقافة واللغة الصينية، علماً بأن أول معـهد كونفوشيوس في العــالم افـتتح عـام 2004 في سيئول، كوريا الجنوبية (Lee, 2013).

أوضح يو شان وو (Yu-Shan Wu, 2016) في دراسة حول تأثير الإعلام الصيني في أفريقيا، أنه يستهدف تسويق الثقافة والسياسة والبضائع الصينية، كما هو حاصل مثلاً في السياسة الإعلامية الصينية في جنوب أفريقيا، إلا أن هذه السياسة الإعلامية تصطدم بعدة معوقات أهمها تنافسية الإعلام في جنوب إفريقيا وعمق تواجده التاريخي وهو ما يعيق الإعلام الصيني أحياناً على الانتشار والتأثير، كما لا بد لهذه السياسة أن تأخذ بعين الاعتبار العوامل المحلية المحددة لخصوصية أي مجتمع من المجتمعات إن أرادت النجاح، ومثل هذه الملاحظة قد تفيد حين يتم استعراض آراء العينة الكويتية موضع هذه الدراسة حول مدى تقبلهم أو تأثرهم بوسائل الإعلام الصينية.

يضاف إلى ذلك، أن سياسة الصين الناعمة ومن ضمنها استراتيجيتها الإعلامية، لم يتم تبينها إلا حديثاً (Wu, 2013) ولذا يصعب الحكم عن مدى نجاحها أو تأثيرها في تحقيق الأهداف المرجوة منها، سيّما في ظل قلة الدراسات الميدانية المطلوبة لقياس هذا التأثير بشكل دقيق، ولعل هذه الدراسة تلقي المزيد من الضوء على تأثير دبلوماسية الصين الناعمة ووسائل إعلامها على جمهور المتلقين في دولة الكويت.

الجزء الرابع: مستويات العلاقات الكويتية الصينية:

ضمن إطار ما تم شرحه وبيانه حول مستويات النظرية الوظيفية الثلاث “الأدنى والأوسط والأعلى”، ومقتضيات سياسة الصين الناعمة، فإنه يمكن تقسيم نمط العلاقات بين الكويت والصين إلى ثلاثة مستويات هي:

(أ) مستوى التبادل الثقافي والإعلامي والأكاديمي.

(ب) مستوى التبادل الاقتصادي ويشمل النفط والطاقة.

(ج) مستوى التبادل السياسي ويشمل الزيارات الرسمية والتعاون الأمني والعسكري.

يعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى عام 1965، عندما قام وزير المالية آنذاك الشيخ جابر الأحمد الصباح بأول زيارة لمسؤول رفيع إلى الصين وذلك من أجل فهم واستطلاع الموقف الصيني من وحدة الأراضي الصينية، وشرح موقف الكويت المتوازن آنذاك مع جمهورية الصين الوطنية (تايوان).

خلال الفترة من عام 1965 وحتى 1968 زار البلدان عدد كبير من المسؤولين وكانت هناك رغبة صينية في تدشين العلاقات الدبلوماسية مع الكويت نظراً لأهمية الكويت السياسية (Al-Sabah, 2015)، وفي عام 1971 دشنت الكويت العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية لتدعم سياسة الصين الموحدة مما فتح آفاقاً أوسع للتعاون بين البلدين في كافة المجالات خصوصاً الاقتصادية والتجارية والثقافية والعسكرية (وكالة الأنباء الكويتية، 23/7/2002؛ جلال، 2015).

منذ ذلك التاريخ، وقع البلدان عدداً كبيراً من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات متعددة ومنها اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني اللتين وقعتا عام 1966 وعام 1989 (جريدة النهار، 15/6/2011)، وفي المقابل وقفت الصين مساندة للحق الكويتي أبان أزمة الغزو العراقي عام 1990 ووافقت على جميع قرارات مجلس الأمن لتحرير الكويت أو امتنعت عن التصويت (سليم، 2011).

(أ) مستوى التبادل الثقافي والإعلامي والأكاديمي:

كجزء من سياسة الصين الناعمة، خاصة في بعدها الشعبي، اعتمد انتهج البلدان مجموعة من الخطط والبرامج والاتفاقيات لتعزيز سياسة “الناس للناس” (People to People) التي تمثّل بناء جسور الثقة والتعاون على المستويين الأوسط والأعلى في أدبيات النظرية الوظيفية، ومن ضمن صور هذا التبادل جملة من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون على نطاق واسع شمل قطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي والطاقة المتجددة والثقافة والإعلام والفن والرياضة (وكالة الأنباء الكويتية، 23/7/2002، Al-Sabah, 2015، المجلس الوطني  للثقافة والفنون والآداب، 2016(.

(ب) المستوى الاقتصادي والطاقة:

حقّق الاقتصاد الصيني أكبر معدلات النمو الاقتصادي طوال العقود الثلاثة الماضية، وبمعدل سنوي تراوح بين 8-9%، كما تحتفظ الصين بثاني أكبر احتياطي عالمي من العملات الأجنبية، وأصبحت البضائع الصينية مصدر قلق للدول الصناعية الكبرى بسبب أسعارها التنافسية (الحمد، 2005)، الأمر الذي مهّد لقيام شبكة من العلاقات الاقتصادية والتجارية شملت الاستثمار المشترك في قطاع الطاقة والمصافي النفطية والصناعات البتروكيماوية (سليم، 2011).

وقعّت أول اتفاقية اقتصادية وتجارية بين البلدين في عام 1969 لتشمل استيراد الصين للأسمدة الكيماوية من الكويت، وفي عام 1982 قدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية أول قرض للصين بقيمة تقارب 14 مليون دينار كويتي، بينما بلغ إجمالي القروض التي قدمت للصين حتى عام 2014 قرابة 280 مليون دينار كويتي (الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، 2014).

ونظراً لأن الصين هي ثاني أكبر مستورد للنفط في العالم، فقد حرصت الكويت على بناء شراكة استراتيجية مع الصين في مجال الطاقة، فافتتحت مؤسسة البترول الكويتية مكتباً ثانياً لها في الصين في عام 2005، كما تتركز معظم الاستثمارات الكويتية في المجال النفطي، حيث أسّس البلدان العديد من المشاريع المشتركة في مجالي النفط والطاقة، منها مشروع بناء مصفاة ومجتمع البتروكيماويات في جزيرة دونهاي الصينية بمبلغ يناهز 9 مليار دولار (سليم، 2011).

كما تعد الصين أحد الشركاء الرئيسيين لتجارة الكويت الخارجية إذ بلغ حجم التبادل التجاري إلى 5 مليار دولار في عام 2015 (Al-Sabah، 2015)، وذلك في نمو مضطرد منذ انطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وكم هو مبين في الجدول رقم (1)، وبالإضافة إلى ذلك، فقد وقع البلدان العديد من الاتفاقيات ذات الصفة التجارية والاقتصادية من أهمها مذكرة تفاهم لمشروع مشترك لإنشاء مصفاة ومجمع بتروكيماويات

جدول (1) حجم التجارة البينية لدولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية للفترة 1973-2014

(القيمة بالدينار الكويتي – الوزن بالكيلو جرام)

الصادراتالسنواتالواردات
الوزنالقيمةالوزنالقيمة
248,976,8395,149,110197361,998,56010,777,726
209,840,1796,375,858197483,330,91013,651,517
21,656,099943,404197565,211,28714,369,324
74,065,9792,859,927197684,696,54121,904,429
196,860,9326,491,451197783,892,43837,252,109
161,210,1786,261,806197868,723,87326,437,426
156,155,0557,487,977197988,337,60536,393,507
119,185,58035,733,636198099,585,56739,552,071
16,563,45111,675,506198185,185,03138,331,669
125,807,0846,221,969198291,947,87438,579,557
286,368,66111,293,951198363,484,24538,259,516
211,396,55512,879,621198464,913,66833,048,078
113,345,3674,141,290198569,543,35028,786,989
302,260,3908,885,612198663,014,84126,614,710
441,808,0109,742,393198761,373,08433,306,548
451,585,75514,670,493198867,662,43651,929,925
376,824,07212,821,365198966,932,02363,896,090
214,070,3625,996,056199030,528,59831,068,702
11333519918,844,04310,153,093
7,35314,199199238,111,69836,466,898
51,033,3721,710,389199341,235,78440,526,744
214,042,0497,522,910199450,718,08345,796,775
473,185,62525,946,757199554,703,10653,479,777
211,114,70111,200,335199659,757,79361,824,815
198,724,2399,971,346199763,145,04366,199,550
83,424,01415,868,387199868,604,94272,132,192
76,071,79515,755,776199989,191,46175,321,991
117,530,07623,272,586200095,032,91185,753,340
107,169,86025,745,2402001122,596,301105,510,795
102,815,12623,898,6492002222,829,550142,441,328
146,175,07824,963,6742003340,792,102187,111,236
117,369,53622,480,0882004440,451,115252,264,435
133,183,12333,883,12420061,428,127,006462,352,810
95,380,06529,927,63920072,080,754,852696,816,476
86,732,98525,880,22520082,241,507,965780,735,341
356,072,107326,373,7342009966,230,254707,001,515
765,539,602194,438,93920101,088,821,702812,168,936
674,693,984228,981,88620111,373,275,8321,024,735,337
705,057,641234,961,73320121,256,899,5661,007,869,522
851,414,803293,406,84120131,134,504,7191,115,568,738
802,427,937294,335,97520141,374,866,5761,266,872,291

– البيانات أعلاه لا تشتمل على بيانات النفط.

– بيانات 2005 غير متوفرة.

المصدر: الإدارة المركزية للإحصاء، دولة الكويت http://www.csb.gov.kw/

بتروكيماويات في مقاطعة غوانغ دونغ عام 2010، اتفاقية للتعاون في مجال النفط 2004، مذكرة تفاهم بشأن الاستثمار في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية 2014، اتفاقية بين وزارة النفط في دولة الكويت وهيئة الطاقة الوطنية في الصين للتعاون في مجال النفط 2014، ومذكرة تفاهم بشأن التعاون في الاستثمار في أفريقيا بين الهيئة العامة للاستثمار في أفريقيا وصندوق التنمية الصيني الأفريقي 2014.

(ج) المستوى الأمني والعسكري والسياسي:

يعتبر هذا المستوى هو الأعلى في نطاق العلاقات بين الدول بحسب النظرية الوظيفية، وقد يأتي هذا المستوى متوازياً مع المستويين السابقين، أو نتيجة لجهود المستويين الشـعبي والاقتصادي، ويشمل التعاون على العسكري والأمني وتنسيق المواقف السياسية، إضافة إلى تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين، وفي هذا الإطار انطلقت مسيرة الزيارات الرسمية بين الصين والكويت بزيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح لجمهورية الصين الشعبية عام 1965 أي قبل انطلاق العلاقات الدبلوماسية، حيث دعمت الكويت وحدة الأراضي الصينية وسيادتها في المحافل الدولية، وتوجت بزيارة مماثلة للشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عام 2009، في حين أدانت الصين الغزو العراقي للكويت عام 1990 وأيدّت القرارات الدولية المؤيدة للشرعية الكويتية، كما ساهمت في جهود إطفاء حرائق آبار النفط وإعادة الأعمار بعد تحرير الكويت عام 1991.

على الجانب العسكري، وقعت الكويت مع الصين مجموعة من الاتفاقيات العسكرية التي تنص على تنظيم زيارات دورية متبادلة للعسكريين في البلدين، إضافة إلى تزويد الكويت بما تطلبه من أسلحة صينية متطورة (سليم، 2011؛ جريدة الرأي 29-7-2015)، وفي نوفمبر 2011 قامت مجموعة من السفن الحربية الصينية بزيارة الكويت من أجل تقوية أواصر التعاون العسكري بين البلدين، كما تم التوقيع على 10 اتفاقيات بعضها ذات شق عسكري وأمني أثناء زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي لجمهورية الصين الشعبية في يونيو 2014 (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2016).

كما يشترك البلدان في عضوية مجموعة من التنظيمات والمنتديات الآسيوية والدولية مثل رابطة دول جنوب شرقي آسيا ومنتدى الآسيان الإقليمي ومنتدى الآسيان – مجلس التعاون الخليجي، وحوار التعاون الآسيوي، والحوار الآسيوي الشرق أوسطي، ومنطقة شنغهاي للتعاون، حيث ترتبط الدول الأعضاء في هذه المنظمات بعلاقات وترتيبات اقتصادية وسياسية ودفاعية وأمنية وثيقة (المجيم، 2013).

خلاصة القول، أن المستويين الأوسط والأعلى في العلاقات بين الكويت والصين قد تم استيفاءهما بشكل كبير، وذلك من خلال مراجعة ميزان التبادل التجاري وتصدير واستبدال النفط والطاقة والقروض المقدمة من الكويت، إضافة إلى التعاون العسكري وزيارات كبار المسؤولين من كلا البلدين، إلا أن المستوى الأول المتعلق بجوانب الثقافة والتعليم والسياحة وغيرها من جوانب الدبلوماسية الشعبية تحتاج إلى مزيد من الدعم وتعزيزها بصورة أوثق حتى يصدق اختبار صحة الفرضية البحثية بانطباق النظرية الوظيفية الحديثة على مستوى العلاقة بين الكويت والصين.

التحليل الإحصائي

التحليل الوصفي للدراسة:

تم تصميم الاستبانة حول تأثير الدبلوماسية الناعمة في تعزيز العلاقات الكويتية الصينية من (34) سؤالاً توزعت على مجموعتين من الأسئلة، حيث تضمنت المجموعة الأولى (3) أسئلة وصفية (ديمغرافية) (Demographic Questions) المتعلقة بالجنس والعمر والمؤهل الدراسي للمشاركين في الاستطلاع، وشملت المجموعة الثانية (31) من الأسئلة البحثية الخاصة بمحاور الدراسة ومتغيراته (Research Questions) كالأبعاد الثقافية والاقتصادية والسياسية والإعلامية في العلاقات الكويتية الصينية، والعلاقات العربية الصينية، بالإضافة إلى تأثير الدبلوماسية الصينية الناعمة على آراء المشاركين.

كما انقسمت أسئلة البحث بدورها تبعاً لنوعية البيانات المتمشية مع أهداف البحث إلى أسئلة إسمية أو شكلية (Nominal)، حيث الإجابة عليها بنعم أو لا، والأسئلة الترتيبية (Ordinal) حيث الإجابة تكون متدرجة بين موافق بشدة، موافق، لا أعرف، غير موافق، غير موافق بشدة).

بلغ عدد المشاركين في الاستبانة (619) مشاركاً من المواطنين الكويتيين، وتم احتساب حجم العينة مع المحافظة على نسبة الخطأ المتعارف عليها (5%)، وتوزعت العينة بين 387 من المشاركين الذكور (بنسبة 64%) مقابل 222 من الإناث (بنسبة 36%)، في حين جاءت الفئات العمرية لمجموع المشاركين على النحو التالي: أ. أقل من 20 سنة (15%) ب. من 20-29 سنة (28%) ج. من 30-39 سنة (14%) د. من 40-49 سنة (20%) هـ. 50 سنة وأكثر (35 %).

جاءت أغلبية المشاركين من حملة الشهادة الجامعية حيث بعدد 335 مشاركاً (بنسبة 55%)، يليهم الحاصلين على الدبلوم بإجمالي 96 مشاركاً (بنسبة 16%)، ثم الحاصلين على الدكتوراه بعدد 81 مشاركاً (بنسبة 13%)، بينما وصل عدد المشاركين من حملة الماجستير إلى 63 مشاركاً (بنسبة 10%)، وأخيراً حملة شهادة الثانوية فما دون بإجمالي 38 مشاركاً (بنسبة 6%)، كما هو مبين في (أنظر الجدول رقم 2).

جدول (2) توزيع عينة الدراسة بحسب الجنس، العمر، المستوى التعليمي

الجنسذكرأنثى
387222
(64%)(36%)
العمر (بالسنوات)أقل من 20من 20-29من 30-39من 40-4950 وأكثر
2916384119215
(05%)(28%)(14%)(20%)(35%)
المستوى التعليميثانوية فأقلدبلومجامعيماجستيردكتوراه
38963356381
(06%)(16%)(55%)(10%)(13%)

بيّنت نتيجة الاستبيان أيضاً رغبة 92% من المشاركين في زيارة الصين لأسباب متعددة وفي مقدمتها السياحة والتجارة مقابل 8% فقط ممن لم يبدو رغبتهم في السفر إلى الصين، كما بلغ عدد من قام بزيارة الصين فعلياً 103 مشاركاً وبنسبة 17%، الأمر الذي يدل على اهتمام الكويتيين بهذه الدولة الكبيرة على الرغم من بعد المسافة الجغرافية وعدم توفر خطوط السفر المباشرة بينهما، وتصدرت السياحة كرغبة أولى للكويتيين في زيارة الصين بنسبة 58% وحلّت التجارة ثانياً بنسبة مهمة أيضاً بلغت 29% بينما جاءت الرغبة في السفر إلى الصين من أجل العلاج أو الدراسة في مرتبة ضعيفة بلغت نسبتها 5% و4% على التوالي، ولذلك يمكن القول بأن البعد الاقتصادي والتجاري للصين يتمتع بانتشار واسع بين المواطنين الكويتيين.

كما بينت الدراسة أن نسبة مهمة من الكويتيين يهتمون بمتابعة السياسة الصينية في الشرق الأوسط، حيث بلغت 42% المشاركين، كما أن 44% منهم لديهم اهتماماً بالثقافة الصينية، في حين أن 24% من المشاركين يهتمون بدراسة اللغة الصينية، بل أن 66% منهم يرغبون في تذوق الأكل في المطاعم الصينية داخل الكويت، في دلالة على الاهتمام بالبعد السياسي والثقافي للصين، ويؤكد هذا التوجه أن 45% من المواطنين يتابعون الأخبار الصينية في وسائل الإعلام المحلية، في حين أن 35% منهم يتابعون تلك الأخبار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وأما الاهتمام بمتابعة الأفلام والمسلسلات الصينية سواءً المترجمة منها أو المدبلجة فقد سجّل معدلات أقل وإن كانت ملحوظة حيث انحصرت بين 16% و17% على التوالي (أنظر الجدول رقم 3).

جدول (3) نتائج الاستبيان الخاصة باهتمامات المشاركين بالشأن الصيني

المحورالسؤالنعملا
الثقافيهل قمت بزيارة الصين103511
(17%)(83%)
أهتم بمتابعة الجوانب الثقافية الصينية261334
(44%)(56%)
أرغب بتعلم اللغة الصينية139446
(24%)(76%)
أتذوق الأكل المطاعم الصينية في الكويت398201
(66%)(34%)
أرغب في استكمال دراستي العليا في الجامعات الصينية28561
(05%)(95%)
أتابع الأفلام الصينية102484
(17%)(83%)
أتابع المسلسلات الصينية المترجمة85504
(14%)(86%)
أتابع المسلسلات الصينية المدبلجة92491
(16%)(84%)
الإعلاميأهتم بمتابعة السياسة الصينية في منطقة الشرق الأوسط257350
(42%)(57%)
أشاهد القناة الإخبارية الصينية (CCTV) الموجهة باللغة العربية100494
(17%)(83%)
أتابع أخبار الصين في وسائل الإعلام المحلية272330
(45%)(55%)
أتابع أخبار الصين في وسائل التواصل الاجتماعي208386
(35%)(65%)

يمكن القول إذاً، أن المجتمع الكويتي يتمتع بالانفتاح والاهتمام بجمهورية الصين الشعبية والرغبة في متابعة السياسة الصينية وثقافتها سواءً عن طريق السفر أو عبر وسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي قد يعكس انسجام الرأي العام الكويتي مع العلاقات الثنائية بين البلدين في البعد السياسي والتجاري على المستوى الرسمي من جهة، وإمكانية التفاعل الكويتي شعبياً مع أدوات ووسائل الدبلوماسية الناعمة من جهة أخرى.

أما فيما يتعلق بآراء المشاركين في الدراسة تجاه الموقف من السياسة الخارجية الصينية في الشرق الأوسط، وتحديداً إزاء الملفات الساخنة فيها كالقضية الفلسطينية والأزمة السورية والمشكلة اليمنية، فقد تباينت وجهات النظر بين الكويتيين حولها بين موافق ومعارض للدبلوماسية الصينية كما هو مبين في الجدول رقم (4).

جدول (4) آراء المشاركين في الاستبيان حول العلاقات الصينية العربية، العلاقات الكويتية الصينية، وأنشطة سفارة الصين في الكويت

المحورالســـــؤالموافق بشدة/

موافق

       محايدغ موافق/

غ موافق بشدة

العلاقات الكويتية الصينيةالعلاقات الكويتية الصينية السياسية قوية35418365
(59%)(30%)(11%)
العلاقات الكويتية الصينية الاقتصادية قوية42612358
(70%)(20%) (10%)
العلاقات الكويتية الصينية الثقافية متينة216250132
(36%) (42%) (22%)
العلاقات الكويتية الصينية السياحية متينة203237155
(35%) (40%)(26%)
العلاقات العربية الصينيةالموقف الصيني مساند للقضايا العربية237241132
 (39%)(39%)(22%)
المواقف الصينية تجاه القضايا العربية مبدئية 220239144
 (36%)(40%)(24%)
الموقف الصيني مساند للقضية الفلسطينية188292129
(30%)(47%)(21%)
الموقف الصيني مبدئي من القضية السورية247239119
(41%)(40%)(20%)
الموقف الصيني مبدئي من القضية اليمنية180303124
(30%)(50%)(20%)
تأثير الدبلوماسية الناعمةالتسويق للثقافة الصينية279258241
(45%)(42%)(41%)
متابعة الأنشطة الثقافية للسفارة الصينية83253270
(14%)(42%)(45%)
الترويج للثقافة الصينية في وسائل الإعلام94253260
(16%)(42%) (43%)
الترويج للثقافة الصينية عبر التواصل الاجتماعي72268267
(12%) (44%)(44%)
الترويج للدراسة في الجامعات الصينية 60262286
(10%)(43%)(47%)
الترويج للسياحة في الصين108253243
 (18%)(42%)(40%)
يخلو الإعلام الكويتي من تناول القضايا الصينية283170143
(48%)(82%)(25%)
ترجمة المسلسلات الصينية للعربية تشجع لمتابعتها198201209
(33%)(33%)(34%)
دبلجة المسلسلات الصينية للعربية تشجع لمتابعتها194196137
(32%)(32%)(37%)

يلخص الجدول (4) نتائج أراء المشاركين حول العلاقات العربية الصينية، والموقف الصيني من بعض الملفات العربية، وأنشطة سفارة الصين في الكويت، والتي يمكن استعراضها على النحو التالي:

(1) العلاقات الكويتية الصينية:

اعتبر المشاركون في الدراسة أن العلاقات الكويتية الصينية قوية جداً على الصعيد السياسي والتجاري، بينما يتراجع هذا التوجه الشعبي فيما يخص العلاقات الثقافية والسياحية، فقد بلغ من أيدوا متانة العلاقات السياسية بين البلدين 354 مشاركاً وبنسبة 59% بينما رفض هذا الرأي 65 مشاركاً فقط وبنسبة 25%، أما على صعيد العلاقات التجارية بين البلدين فكان رأي 426 مشاركاً مؤيداً لمتانة هذه العلاقات وبنسبة 70% مقابل 58 مشاركاً فقط ممن رأوا عكس ذلك وبنسبة 23%.

أما العلاقات الثقافية بين البلدين فقد اعتبرها 216 مشاركاً قوية وبنسبة 36% مقابل 132 مشاركاً ممن لم يؤيدوا هذا التوجه وبنسبة 22%، وينطبق هذا التوجه على قناعة المشاركين بقوة العلاقات السياحية بين البلدين حيث أبدى 203 منهم تأييدهم لذلك وبما نسبته 35% مقابل 155 مشاركاً معارضاً وبنسبة 26%، وعلى الرغم من تراجع نسبة المؤيدين لمتانة العلاقات الثقافية والسياحية بين البلدين إلا أن نسبة عالية من المشاركين التزموا موقف الحياد بلغت 38% و40% على التوالي، الأمر الذي يرجح كفة الرضا عن مستوى العلاقات الثقافية والسياحية بين الكويت والصين بشكل طفيف.

(2) العلاقات العربية الصينية:

اعتبر 237 من المشاركين (بنسبة 39%) الموقف الصيني من القضايا العربية إيجابياً في مقابل 132 مشاركاً (بنسبة 22%) من غير الموافقين على السياسات الصينية في هذا الشأن، في حين التزمت شريحة كبيرة منهم جانب الحياد في هذا الشأن وبنسبة 39%، وبشكل متقارب اعتبر 220 من المشاركين أي ما نسبته 36% أن المواقف الصينية تجاه القضايا العربية مبدئية بينما بلغ عدد من رأوا عكس ذلك 144 مشاركاً وبنسبة 24%، وبلغت نسبة المحايدين ممن لم يعبروا عن موقفهم 39% من المشاركين، ولم تختلف آراء المشاركين حول الموقف الصيني من القضية الفلسطينية التي انقسمت بين 188 مشاركاً من المؤيدين وبنسبة 31% في مقابل عدم موافقة 144 منهم أي ما نسبته 21%، في حين ارتفعت نسبة المحايدين إلى 47%، وبالمثل اختلفت آراء الكويتيين تجاه الموقف الصيني من الأزمة اليمنية حيث أبدى 30% من المشاركين تأييدهم للسياسة الصينية في مقابل 20% من غير الموافقين، كما ارتفعت نسبة المحايدين في هذا الملف إلى 49%، إلا أن الملفت كان ما يخص الموقف الصيني من القضية السورية حيث عبر 41% تأييدهم للسياسة الصينية في سوريا مقابل 20% من المعارضين، في حين تراجعت نسبة المحايدين إلى 39%، وتجدر الإشارة في هذا الخصوص إلى تباين الرأي العام حول الملفات الإقليمية بين الكويتيين بسبب تداعيات ما عرف بأحداث الربيع العربي، وبحسب الميول والتوجهات السياسية والأيديولوجية للكويتيين أنفسهم (أنظر الشكل رقم 1).

شكل (1) آراء المشاركين في الاستبيان حول المواقف السياسية الصينية تجاه القضايا العربية

(3) دور السفارة الصينية في الكويت في تعزيز العلاقات الكويتية الصينية:

عكست نتائج الدراسة الميدانية انطباعاً سلبياً عن دور السفارة الصينية في الكويت في تعزيز العلاقات بين البلدين على مختلف المستويات والأنشطة الدبلوماسية، فعلى سبيل المثال أبدى 197 مشاركاً وبنسبة 33% عدم موافقتهم على دور السفارة في الترويج للثقافة الصينية مقابل 155 مشاركاً وبنسبة 25% ممن أيدوا هذا الدور، وبالإضافة إلى ذلك ارتفعت نسبة غير المؤيدين للنشاط الإعلامي الصيني محلياً للترويج للثقافة الصينية إلى 43% وبإجمالي 260 مشاركاً مقابل 94 مشاركاً ممن وافقوا على دور السفارة إعلامياً وبنسبة 16%، ولم يختلف انطباع المشاركين حول أنشطة السفارة في التسويق للثقافة الصينية عبر وسائل التواصل الاجتماعي إذ بلغت نسبة غير الموافقين على ذلك 44% مقابل 12% من الموافقين، وتكررت النظرة السلبية للمشاركين أيضاً تجاه نشاط السفارة للترويج للسياحة والدراسة في الصين حيث لم يؤيد 40% من المشاركين الدور الذي تقوم به السفارة للترويج السياحي مقابل 18% من المؤيدين لذلك، وأخيراً ارتفعت الآراء السلبية إزاء قدرة السفارة على التسويق للدراسة في الجامعات الصينية إلى ما نسبته 47% وبإجمالي 286 مشاركاً في مقابل 60 مشاركاً فقط من الموافقين على دور السفارة في هذا الشأن وبنسبة 10% (أنظر الشكل رقم 2).

شكل (2) آراء المشاركين في الاستبيان تجاه نشاط السفارة الصينية في الكويت

تتأكد قناعة الكويتيين بقصور الدور الإعلامي للسفارة في تعزيز العلاقات الثقافية والسياحية وأغراض الدراسة من خلال متابعة الأنشطة الثقافية التي تقوم بها السفارة الصينية، فقد بلغ عدد المهتمين في متابعة دور السفارة الثقافي 270 مشاركاً وبنسبة 45% من إجمالي المشاركين في الاستطلاع مقابل 83 مشاركاً أي ما يعادل 14% ممن لم يعتبروا أنفسهم من متابعي أنشطة السفارة الثقافية، الأمر الذي يعزز الانطباع السلبي لدى المشاركين تجاه دور السفارة ويحملونها مسؤولية مثل هذا القصور الدبلوماسي، ومما يؤكد هذا الاتجاه أيضاً أن 47% من المشاركين أكدوا أن وسائل الإعلام الكويتية تخلو من تناول القضايا الصينية، في حين أن 15% فقط رأوا عكس ذلك، ومن الجدير بالذكر أن تغطية وسائل الإعلام للقضايا والمواضيع التي تتعلق بفعاليات وأنشطة السفارات تعتمد بشكل كبير على دور السفارات نفسها وتغذية الإعلام بمختلف أشكاله بالمادة الإعلامية المراد تسويقها، كما يوضح الشكل رقم (3).

شكل (3) متابعة المشاركين في الاستبيان للإعلام الصيني

تبيّن النتائج السابقة وبوضوح الحاجة إلى استخدام الآليات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، كالتويتر والفيس بوك، مع المجتمع الكويتي لتوضيح وجهة النظر الصينية وشرح ثقافتها والترويج لأنشطتها، كما تؤكد هذه الإجابات التوصيات التي طرحها  شو مين سو  (Su, 2015) بشأن دبلوماسية التويتر ودورها المكمل للدبلوماسية التقليدية، وذلك لما تخلقه من تواصل مباشر بين الحكومة الصينية وجمهور المتلقين حول العالم.

الاختبارات الإحصائية:

لم يكتف التحليل الإحصائي بعرض نتائج الآراء ونسبها المئوية ودلالاتها كمؤشر لقياس توجهات المشاركين إزاء مختلف أبعاد السياسات الصينية فحسب، بل تم إجراء مجموعة من الاختبارات الإحصائية المتقدمة للتأكد من وثوق الإجابات وأنها جاءت في سياق متقارب ومنسجم بعيداً عن عامل العشوائية، بالإضافة إلى الاختبار الإحصائي للكشف عن دلالة الفروق الإحصائية بين متوسطات التوزيع الإحصائي للمتغيرات المراد دراستها والمعروف بـ (T-test)، وأخيراً اختبارات تحليل الانحدار (Regression Analysis) لفهم العلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة لمعرفة العوامل المؤثرة على آراء المشاركين في الدراسة.

أولاً: اختبار كرونباخ ألفا (Cronbach’s  Alpha Reliabity):

استخدم اختبار كرونباخ ألفا (Cronbach’s Alpha Reliability) الخاص بحساب قيم العلاقات المتبادلة الموجودة في أسئلة المقياس للوصول إلى درجة كفاءة الصدق أو الوثوق المستخدم، حيث أن الوثوق في ظل هذا الاختبار هو مدى تماسك واستقامة المقياس الذي تم تطبيقه أو ما يعرف بالتناغم أو الارتباط الداخلي بين إجابات المشاركين، فالارتباط الداخلي، إذاً يعكس درجة الثقة عن طريق مجموعة من الأسئلة التي تقيس نفس المفهوم، وكلما اقتربت النتائج لبعضها كلما ارتفعت درجة مصداقية المقياس المستخدم، حيث يحتسب هذا الاختبار نسبة انحراف فرق أي متوسطين من متوسطات التوزيع الإحصائي إلى الخطأ المعياري المصاحب، وهل الوسطين الحسابيين لأي من المتغيرات المراد اختبارها يختلفان عن بعضهما البعض اختلافاً جوهرياً ذو دلالة إحصائية معنوية أو أن تلك الفروق قد تكون عارضاً أو جاءت بشكل عشوائي، فإذا كانت درجة معامل ألفا (075<α) تكون هناك مصداقية للبيانات التي تم تحليلها.

(1) العلاقات العربية الصينية:

من أجل رصد التصور العام للمشاركين في الاستطلاع حول مجمل العلاقات العربية الصينية، فقد تم دمج مجموعة الإجابات على الأسئلة المتعلقة بهذا العنوان الرئيسي وهي: (1) المواقف الصينية تجاه القضايا العربية مبدئية وثابتة (2) الموقف الصيني مساند للقضايا العربية (3) الموقف الصيني مساند للقضية الفلسطينية (4) الموقف مبدئي من القضية السورية (5) الموقف الصيني مبدئي من القضية اليمنية، وذلك من أجل الوثوق بآراء المشاركين من خلال درجة الانسجام بين الإجابات الخاصة حول مختلف الملفات العربية.

جاءت نتيجة اختبار كرونباخ ألفا على مجموعة الأسئلة المتعلقة بالمواقف الصينية تجاه القضايا العربية على نحو التالي (معدل الارتباط α= .866) كما جاءت نتيجة المتوسط (Mean) للأسئلة الخمسة المتعلقة بالعلاقات العربية الصينية كالتالي: (M= 3.14, SD= .758)، وتؤكد هذه النتيجة أن المتوسط العام للإجابات يعكس الرأي المحايد للمشاركين (3.14)، وأن الإجابات قد حققت درجة عالية من الوثوق، كما أنها تعكس انقسام الآراء حول السياسة الصينية تجاه القضايا العربية ما بين مؤيد ومعارض مع ترجيح الانطباع الإيجابي لهذه السياسة بشكل طفيف كما هو موضح في الجدول رقم (4).

يمكن تفسير هذا التباين في وجهات النظر تجاه الأزمة السورية بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي على سبيل المثال، بسبب موقف بكين السياسي المؤيد للنظام السوري لاعتبارات داخلية صينية وذلك على نقيض المواقف الرسمية والشعبية في دول الخليج، ومنها دولة الكويت، تجاه الأزمة السورية وتداعياتها.

جدول (4) اختبار كرونباخ ألفا على متغير العلاقات العربية الصينية، العلاقات الكويتية الصينية، دور سفارة الصين في الكويت

المتغيراتاختبار كرونباخ ألفا

Cronbach’s  Alpha Reliabity

المتوسط

Mean

الانحراف المعياري

Standard Deviation

العلاقات العربية الصينيةα= .866M= 3.14SD= .758
العلاقات الكويتية الصينيةα= .773M= 3.41SD= .739
دور السفارة الصينيةα= .885M= 2.63SD= .746

(2) العلاقات الكويتية الصينية:

لتأكيد درجة الوثوق بالإجابات الخاصة بالعلاقات الكويتية الصينية، تم دمج أربعة أسئلة تدور حول (1) العلاقات الكويتية الصينية السياسية قوية (2) العلاقات الكويتية الصينية الاقتصادية والتجارية قوية (3) العلاقات الكويتية الصينية الثقافية متينة (4) العلاقات الكويتية الصينية السياحية متينة، وتم إجراء اختبار كرونباخ ألفا حيث جاء (معدل الارتباط α= .733)، الأمر الذي يؤكد درجة الاتساق الداخلي بين هذه الإجابات، كما جاءت نتيجة المتوسط (Mean) للأسئلة المتعلقة بمختلف مجالات العلاقة بين الكويت والصين على النحو التالي: (M= 3.41, SD= .739)، وهذا ما يؤكد استنتاج التحليل الإحصائي الذي تم استعراضه في القسم الأول بأن شريحة كبيرة من الكويتيين قد التزموا جانب الحياد في تقييم مجمل العلاقات الكويتية الصينية، ولكن في نفس الوقت فأن كفة من يميلون إلى الموافقة على قوة ومتانة العلاقات الثنائية بين البلدين هي الأرجح، كما تدل نتائج الاختبار إلى وضوح الموقف الخاص بالنسبة للمشاركين حول العلاقات الكويتية الصينية بشكل أفضل من موقفهم تجاه العلاقات العربية الصينية.

(3) دور السفارة الصينية:

أما بخصوص آراء المشاركين حول دور سفارة الصين في الكويت، فقد تم دمج ستة إجابات ذات العلاقة بدور السفارة وأنشطتها في الترويج والتسويق للثقافة والسياحة والدراسة في الصين لاختبار درجة الصدق في ردود المشاركين وضمت هذه المجموعة: (1) دور سفارة الصين في الكويت نحو التسويق للثقافة الصينية بشكل فعال (2) متابعة الأنشطة الثقافية التي تقوم بها السفارة الصينية في الكويت (3) قيام السفارة بدور مهم في الترويج للثقافة الصينية في وسائل الإعلام (4) قيام السفارة بدور مهم في الترويج للثقافة في وسائل التواصل الاجتماعي (5) قيام السفارة بدور فعال في الترويج للدراسة في الجامعات الصينية (6) قيام القسم السياحي في السفارة الصينية بدور فعال لترويج السياحة في الصين.

جاءت نتيجة اختبار كرونباخ ألفا (معدل الارتباط  α= .885)، لتعكس درجة عالية من الوثوق بإجابات المشاركين، في حين سجل المتوسط (Mean) للأسئلة المتعلقة بدور السفارة الصينية في الكويت وأنشطتها المختلفة في مجال السياحة والدراسة والثقافة (M= 2.63, SD= .746)، الأمر الذي يعكس ميلاً أكثر إلى قوة الآراء ووضوحها على الرغم من استمرار الموقف الحيادي للمشاركين بشكل واسع، حيث بينت نتائج هذا الجزء من الدراسة اتفاقاً ملحوظاً بين المؤيدين والمعارضين للسياسة الصينية على قصور دور السفارة للترويج الفعال لأنشطة بلادها، وخاصة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.

تتفق نتائج آراء المشاركين في الدراسة إجمالاً مع ما جاءت في توصيات دراسة نادين ستراوس وآخرين (Strauss et al., 2015) التي أجريت على بعض السفارات الغربية في دول مجلس التعاون الخليجي وعدم قيامها بالدور المطلوب في عملية التواصل التفاعلية وضعفها في الوصول المباشر والشخصي مع الجمهور، كما أوصت تلك السفارات بالانخراط بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي مع المواطنين من نختلف الخلفيات الثقافية والفئات العمرية.

ثانياً: اختبار ليفن لتجانس التباين (Levene’s T-Test):

اختبار ليفن لتجانــس التبايــن (Levene’s Test for Equality of Variance) والمعروف بـ (T-test) يتضمن قيماً من أهمها النسبة الفائية (F) ودلالتها الإحصائية (sig) التي تحدد مدى تجانس العينتين إضافة إلى قيمة (t)، ومستوى دلالة (t) التي تحسب مرتين، الأولى في حالة افتراض تساوي التباين (Equal Variances Assumed) والثانية عند افتراض عدم تساوي التباين (Equal Variances not Assumed)، فإذا كانت (F) غير دالة، أي القيمة تحت (sig) أكبر من مستوى الدلالة (α= 0.05) فهذا يعني وجود تجانس وبالتالي تؤخذ قيمة (t) الخاصة بتساوي التباين، ولمعرفة ما إذا كانت قيمة (t) هذه دالة أم لا (أي توجد فروق أم لا) نقـارن قيمة (sig. 2-tailed) المقابلة لها مـع مستوى الدلالــة (α= 0.05)، فإذا كانت أصغر من مستوى الدلالة أثبت ذلك وجود فروق ذات دلالة إحصائية أما إذا كانت أكبر من قيمة مستوى الدلالة فلا توجد فروق ذات دلالة إحصائية.

أما إذا كانت (F) دالة، القيمة تحت (sig) أصغر من مستوى الدلالة (α= 0.05) فهذا دليل على عدم التجانس، وعندها نأخذ القيمة الثانية لـ (t) الخاصة بافتراض عدم تساوي التباين، ولمعرفة ما إذا كانت قيمة (t) هذه دالة أم لا (أي توجد فروق أم لا) نقارن قيمة (sig. 2-tailed) المقابلة لها مع مستوى الدلالة (α= 0.05) كما سبق.

جاءت نتائج تطبيق اختبار (T-test) الخاص بمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات الإجابات الخاصة بالمشاركين مثيرة للاهتمام من عدة جوانب، حيث وجدت الدراسة الميدانية، على سبيل المثال، أن الكويتيين الإناث (M= 2.92, SD= .67) أكثر سلبية من الذكور (M= 3.28, SD= .77) في آرائهم تجاه المواقف السياسية للصين في القضايا العربية (t(605)= 5, 794, p< .001)، بينما تضاءلت هذه الفروق بين الجنسين تجاه العلاقات الثنائية بين الكويت والصين، في حين أن نظرة الذكور (M= 2.56, SD= .74) والإناث (M= 2.77, SD= .72) تجاه دور السفارة في أنشطتها المختلفة للترويج للثقافة والسياحة الصينية عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كانت متقاربة إلى حد كبير (t(605)= 3, 421, p< .001).

كما سجلت الدراسة أن المشاركين الذين زاروا الصين (M= 3.28, SD= .72) أكثر إيجابية للمواقف السياسية تجاه مختلف القضايا العربية ممن لم يقوموا بزيارة الصين (M= 3.10, SD= .75) (t(607)= 3, 461, p< .001)، بينما لم توجد أية فروق كبيرة بين هاتين المجموعتين في تقييم العلاقات الكويتية الصينية، كما رصدت الدراسة فروقاً بسيطة بينهما إزاء دور النشاط الدبلوماسي لسفارة الصين في الكويت (t(609)= 3, 146, p< .002).

عند أخذ متابعة الأخبار الصينية في وسائل الإعلام المحلية كمتغير ثابت، عكست الدراسة فروقاً واضحة بين المشاركين المتابعين للشأن الصيني (M= 3.35, SD= .84) وغير المهتمين (M= 2.99, SD= .65) بتلك الأخبار وذلك بالنسبة لكل من مواقف الصين تجاه القضايا العربية (t(604)= 5, 924, p< .001) والعلاقات الكويتية الصينية (t(604)= 2, 389, p< .017) ودور السفارة الصينية في أنشطتها لتعزيز هذه العلاقات على حدٍ سواء، مع الأخذ بعين الاعتبار بأن المتابعين للشأن الصيني محلياً كانوا أكثر إيجابية نحو المواقف السياسية للصين تجاه القضايا العربية وكذلك في نظرتهم للعلاقات الثنائية بين البلدين، ولكن آراء المجموعتين كانت تميل معاً بسلبية تجاه النشاط الدبلوماسي لسفارة الصين في الكويت، وتعكس هذه النتيجة ما تم الإشارة إليه حول الانطباع الإيجابي لاتجاهات السياسة الصينية لدى الشعوب العربية، ومنها الكويت، نحو مجمل القضايا القومية وابتعادها عن أية أنشطة عسكرية وعدائية في المنطقة العربية تاريخياً.

بينت نتيجة اختبار (t) أيضاً اختلافاً بين المهتمين بالثقافة الصينية وغيرهم حول العلاقات العربية الصينية وكذلك العلاقات الثنائية بين البلدين مع ملاحظة ارتفاع درجة الفرق إزاء تقييم دور سفارة الصين في أنشطتها المختلفة.

أما المتابعين للقنوات الإخبارية الصينية (M= 3.35, SD= .77) فقد سجل اختبار (t) فرقاً بينهم وبين المشاركين الذين لا يتابعونها (M= 3.09, SD= .74) في آرائهم حول المواقف الصينية تجاه العالم العربي (t(592)= 3, 074, p< .002)، في حين تراجع الاختلاف بين المجموعتين فيما يخص العلاقات الثنائية وفعالية سفارة الصين في الترويج لثقافتها وتعزيز العلاقات السياحية والترويج للدراسة في جامعاتها.

ثالثاً: اختبار تحليل الانحدار (Regression Analysis):

تحليل الانحدار (Regression Analysis) من الاختبارات الإحصائية المهمة لدراسة العلاقة بين متغير مستقل ومتغير أو متغيرات تابعة لمعرفة العوامل المؤثرة على المتغير أو المتغيرات التابعة، وقد تم استخدام هذا الأسلوب الرياضي في الدراسة للوقوف على العوامل التي تؤثر على انطباعات المشاركين في رؤيتهم وتقييمهم للعلاقات العربية الصينية والعلاقات الثنائية بن الكويت والصين ودور سفارة الصين في الكويت ثقافياً وإعلامياً.

(1) العلاقات العربية الصينية:

أظهر تحليل الانحدار للعوامل المؤثرة على توقع العلاقات العربية الصينية أنه ذو دلالة إحصائية (R2= .131, F(6, 589) = 14.78, p< .000)، كما بيّن التحليل أن عامل الإعلام الصيني، أي المتابعين لوسائل الإعلام الصيني (b= -.129, p= .007) وعامـــل الجنس (b= -.130, p= .002) وعامل العمر (b=.206, p= .000) هي المؤثرة على العلاقات العربية الصينية، فالذين يتابعون الكثير من وسائل الإعلام الصينية كالأخبار والمسلسلات كانوا الأقرب للتفكير بأن العلاقات العربية الصينية ضعيفة، بينما الذين يتابعون القليل من هذه الوسائل صرحوا بأن هذه العلاقات جيدة.

كما أثبت تحليل الانحدار تأثير عامل الجنس في توجهات الذكور والإناث تجاه العلاقات العربية الصينية، الأمر الذي عكسه اختبار (T-test) أيضاً، فأظهر أنه ذو دلالـة (t(605)= 5, 794, p< .001) حيث أن الرجال (M= 3.28, SD= 77) يعتقدون بقوة هذه العلاقات أكثر من الإناث (M= 2.92, SD= 67)، كما يؤكد هذا التحليل تأثير عامل العمر على الموقف من السياسة الصينية تجاه المنطقة العربية، الأمر يعزّزه اختبار الأنوفا (ANOVA) أيضاً، فقد أظهر تحليل (Tukey as Post Hoc Comparison) فروقاً إحصائية مهمة في عامل العمر (F(4, 603)= 11.840, p= .001)، فالفئة العمرية من 50 سنة وأكثر (M= 3.44, SD= .744) هي الأكثر ميلاً للاعتقاد بأن العلاقات الصينية العربية إيجابية مقارنة بالشرائح العمرية من 20 سنة وأقل (M= 2.86, SD= .639)، وكذلك من 20-29 سنة (M= 2.90, SD= .616)، ومن 30-39 سنة (M= 3.11, SD= .752)، وأخيراً من 40-49 سنة (M= 3.04, SD= .829).

(2) العلاقات الكويتية الصينية:

أظهر التحليل الثاني لعامل الانحدار لمعرفة التوقعات حول العلاقات الكويتية الصينية أنه مؤثر (R2= .035, F(6, 589)= 3.547, p< .002)، كما أن متغير وسائل الإعلام الصينية (b= -.099, p= .047) وكذلك متغير العمر (b=.102, p= .026) كان لهما تأثير على توقعات المشاركين فيما يتعلق بالعلاقات الكويتية الصينية، فالذين يتابعون وسائل الإعلام الصينية كثيراً كانوا هم الأكثر ميلاً للتصريح بسلبية عن العلاقات الكويتية الصينية بعكس الذين يتابعون وسائل الإعلام الصينية بشكل أقل.

كما أجري تحليل الأنوفا (ANOVA) باستخدام (Tukey as Post-Hoc Comparison) لمعرفة الفروق في الفئات العمرية، حيث تبيّن أن الاختبار ذو دلالة مهمة ومؤثرة (F(4, 603)= 3.134, p< .014)، وكشف عن أن الفئة العمرية من 50 سنة وأكثر (M= 3.50, SD= .77) كانت أكثر ميلاً للاعتقاد بإيجابية العلاقات الكويتية الصينية ممن هم في الفئة العمرية الأقل من 20 عاماً (M= 3.07, SD= .77)، وقد يعود ذلك إلى تفاوت مستوى النضج الفكري للمشاركين في الدراسة، وخاصة من شريحة الفئات العمرية الأكبر، باعتبارهم الأكثر متابعة للقضايا السياسية بالإضافة إلى فهمهم ودرايتهم للعديد من المواقف الصينية اتجاه القضايا العربية منذ سبعينيات القرن الماضي.

(3) دور السفارة الصينية:

أما التحليل الثالث لمعامل الانحدار فقد تم لمعرفة التوقعات حول دور السفارة الصينية في الكويت وتبين أنه مؤثر وذو دلالة إحصائية عالية (R2= .073, F(6, 589)= 7.68, p<.000)، وكشف التحليل أن المتغيرات الخاصة بوسائل الإعلام الصينية (b= -.179, p= .000) ونوع الجنس (b= .154, p= .000) والمستوى التعليمي (b= -.164, p= .000) كانت عوامل تؤثر على التنبؤ بدور السفارة الصينية في الكويت، فالذين يتابعون كثيراً وسائل الإعلام الصينية كانوا هم الأكثر ميلاً للاعتقاد بالدور غير الإيجابي للسفارة الصين مقارنة بقليلي المتابعة، وتعتبر مثل هذه النتيجة متوقعة حيث يشعر المتابعون لوسائل الإعلام الصينية بقصور الدور الدبلوماسي في الترويج الثقافي وشرح المواقف السياسية الرسمية.

لمقارنة اتجاهات الذكور والإناث نحو دور السفارة الصينية في الكويت تم إجراء اختبار (T-test) فتبيَن أنه ذو أهمية إحصائية أيضاً (t(605)= 2.887, p< .001)، كما أن الإناث (M= 2.77, SD=.72) لديهن متوسط حسابي (Mean) أكثر من الذكور (M= 2.56, SD= .748)، الأمر الذي يعني أنهن أكثر سلبية تجاه دور السفارة في تعزيز أنشطتها والترويج لها في المجتمع الكويتي.

لمعرفة الفروق في مستويات التعليم بين المشاركين، فقد أجري تحليل الأنوفا (ANOVA) باستخدام (Tukey as Post-Hoc comparison)، حيث تبين أنه مؤثر إحصائياً أيضاَ (F(4, 605)= 4.952, p= .001 )، فالحاصلين على درجة الدكتوراه (M= 2.42, SD= .715) كانوا الأكثر اعتقاداً بالدور السلبي للسفارة الصينية في الكويت من أولئك الحاصلين على شهادة الثانوية العامة فأقل (M= 2.92, SD= .805)، ومن الحاصلين على شهادة الدبلوم (M= 2.82, SD= .748) (أنظر الجدول 5).

جدول (5) توزيع عينة الدراسة بحسب الجنسية، الجنس، العمر، المستوى التعليمي

عوامل التنبؤالعلاقات العربية الصينيةالعلاقات الكويتية الصينيةدور السفارة الصينية
الجنس-.130*-.002.154**
العمر.206**.102*-.014
المستوى التعليمي-.063-.017-.164**
الثقافة الصينية-.061-.053.037
وسائل الإعلام الصينية-.129*-.099*-.179**
معامل الارتباط (R Square).131.035.073
معامل الارتباط المعدل (Adjusted R Square).122.025.063
التغير في معامل الارتباط (R Square Change).131.035.073

*p <.05; **p <.01.

النتائج النهائية:

من العرض السابق، وعلى ضوء نتائج التحليل الوصفي والاختبارات الاحصائية، يمكن التحقق من الأسئلة البحثية وفرضيات الدراسة على النحو التالي:

أولاً: لم تتضح لنا الملامح العامة لدبلوماسية الصين الناعمة أو تطبيقاتها العملية في العلاقات الكويتية – الصينية، على الرغم من متانة العلاقات الثنائية بين البلدين على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية، ومن المرجح أن يعود السبب في ذلك إلى البناء التراكمي لهذه العلاقات عبر عقود طويلة من الزمن بصيغتها التقليدية ووفق القنوات الرسمية، ونستنتج من التحليل الوصفي أيضاً أن غالبية الكويتيين، من الجنسين ومن مختلف الخلفيات التعليمية والسياسية وبغض النظر عن متابعتهم للشأن الصيني، لم تتبلور بينهم آراء واضحة تجاه الصين سياسياً، ويمكن اعتبار مواقفهم محايدة فيما يخص الموقف الرسمي الصيني من القضايا والأزمات العربية الراهنة.

ثانياً: يمكننا القول بأن الدبلوماسية الصينية الناعمة والإعلام الصيني بشكل عام ذات تأثير محدود في توجيه العلاقات الكويتية الصينية، فعلى سبيل المثال يشترك معظم المواطنين الكويتيين في النظرة الإيجابية تجاه الصين واحترام ثقافتها والرغبة في السفر إليها لأغراض السياحة والتجارة، كما أنهم على استعداد لمتابعة المادة الاعلامية الصينية والثقافية منها تحديداً، ولكنهم في نفس الوقت يستشعرون الدور السلبي لسفارة الصين في الكويت وقصور أنشطتها في نشر الثقافة الصينية أو التسويق لبرامجها السياحية أو جذب الطلبة للدراسة في جامعاتها أو العلاج في مصحاتها الطبية من خلال تطبيقات الدبلوماسية الناعمة الحديثة كالمعارض والندوات أو عبر القنوات الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي.

ثالثاً: لم تثبت نتائج الدراسة تأثير الدبلوماسية الناعمة على الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية للعلاقة الثنائية بين البلدين، حيث تميزت العلاقات الاقتصادية والتجارية على حساب العلاقات السياسية والثقافية، ويمكن تفسير ذلك من خلال المشاريع الكبرى الناجمة عن الاتفاقيات الحكومية الثنائية ومركزية النفط كعصب للتجارة البينية وتنافسية أسعار المنتجات الصينية في الأسواق الكويتية.

رابعاً: نستطيع القول بأن الفئات العمرية الشبابية والإناث بالإضافة إلى أصحاب المستويات التعليمية الأدنى يعتبرون أكثر سلبية في فهم أو تقبل المواقف الصينية سياسياً، وهم الأكثر انتقاداً للدور الدبلوماسي للسفارة الصينية في الكويت، الأمر الذي يؤكد في نظرنا ضعف تطبيقات الدبلوماسية الناعمة، حيث أن هذه الشرائح المجتمعية يفترض أن تكون محل اهتمام أدوات الدبلوماسية الناعمة والمستهدفة عبر البرامج الإعلامية والفنية ووسائل التواصل الاجتماعي.

خامساً: يمكن القول بعدم صحة الفرضية الأساسية للدراسة بأنه كلما زاد التعاون والتواصل على المستويين الشعبي والثقافي، كلما زاد التعاون على المستوى الاقتصادي والأمني والعسكري والسياسي، فقد تبيّن لنا أن الدبلوماسية الناعمة الصينة غير مؤثرة في شرح السياسة الخارجية الصينية ومواقفها الرسمية والتسويق لأهدافها الإعلامية والثقافية، بينما هي أكثر تأثيراً في الترويج لأهدافها الاقتصادية، الأمر الذي يؤكد رجاحة الفرضية الثانوية الأولى، كما يمكن القول بصحة الفرضية الثانية أيضاً بأن متغيرات العمر والجنس والمستوى التعليمي تلعب دوراً مؤثراً في فهم واقع العلاقات الكويتية الصينية واستشراف مستقبلها.

جاءت نتائج الدراسة لتؤكد ما خلصت إليه مجموعة من الدراسات السابقة حول سياسية الصين الناعمة، فعلى سبيل المثال استنتج إيتان جلبوا (Gilboa, 2001) بأن الدبلوماسية الشعبية تتجلى في الإعلام للتأثير على الرأي العام الخارجي، حيث يقوم الصحفيين بدور الوسيط الإعلامي في عمليات التفاوض والتسويق لحلول للخروج من الأزمات بدلاً من المسؤولين السياسيين، ويكمن ذلك من خلال المؤتمرات الصحفية والمقابلات الفضائية من أجل استقطاب الرأي العام المحلي في الدول الأخرى، وبالمثل، أكّد شو مين سو (Su, 2015) أن دبلوماسية التويتر التي تبنتها السفارة الأمريكية في الصين قد نجحت في دعم الدبلوماسية التقليدية لخلق ضغط مجتمعي لتغيير بعض السياسات الصينية عبر التواصل المباشر بين المسؤولين وجمهور المتلقين من الصينيين.

من جانب آخر، انسجمت نتائج هذه الدراسة مع ما توصلت إليها دراسة نادين ستراوس وآخرين (Strauss et al., 2015) من أن بعض السفارات الغربية في دول مجلس التعاون الخليجي لا تقوم بالدور المطلوب في عملية التواصل التفاعلية فخسرت الوصول المباشر والشخصي مع الجمهور، وأوصت السفارات الأجنبية في دول الخليج بالانخراط بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي مع أشخاص ذوي خلفيات متعددة لخدمة العملية الدبلوماسية.

كما تؤيد الدراسة ما بيّنه يو شان وو (Yu-Shan Wu, 2016) من صعوبة الحكم على نجاح سياسة الصين الناعمة، ومن ضمنها استراتيجيتها الإعلامية، في التسويق للثقافة والسياسة والبضائع الصينية في أفريقيا، والتي تم تبينها حديثاً، ودعا إلى الأخذ بعين الاعتبار العوامل المحلية المحددة لخصوصية أي مجتمع من المجتمعات، الأمر الذي توصي هذه الدراسة إلى اتباعه مع المجتمع الكويتي.

الخلاصة

تجمع الصين خاصية الدول العظمى، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، التي تضعها في مصاف القوى الكبرى في النظام العالمي من جهة، وخاصية الدول النامية والآخذة في التصاعد من جهة أخرى، الأمر الذي يكسبها المزيد من التقارب مع الشعوب النامية، كما يساهم تاريخ الصين كبلد مسالم وحيادي في مواقفه السياسية في تعزيز رصيدها الإيجابي لدى الكثير من الدول والشعوب، فالعلاقات العربية الصينية بشكل عام يمكن البناء عليها وفق هذا المنظور الاستراتيجي، حيث كانت بكين من أكبر الداعمين للقضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية وحق الشعوب في الاستقلال منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل أنها تتمتع بعلاقات متوازنة سياسياً مع جميع الدول العربية، وهي من الشركاء الرئيسيين للعديد منها تجارياً، ومع انحسار الاهتمام الغربي بقيادة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، فالصين هي البديل الاستراتيجي لملأ هذا الفراغ أو المشاركة فيه على أقل التقديرات.

تتميز العلاقات الكويتية بدورها بتاريخ طويل من الروابط المتميزة على مختلف الأصعدة، بل كانت الصين هي بوابة الانفتاح الكويتي على شرق آسيا منذ بدايات سبعينيات القرن الماضي، وفي المقابل كانت الكويت المدخل الرئيسي لاستكمال الصين شبكة علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع منظومة مجلس التعاون بعد انتهاء الحرب الباردة وتحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي عام 1991.

باتت سياسة الاتجاه شرقاً من الخيارات الاستراتيجية المهمة لدولة الكويت وبقية دول الخليج، وبدت ملامحها واضحة من خلال تنامي مؤشرات التجارة البينية بين الجانبين وزيادة الصادرات النفطية إلى الصين بالتزامن مع الاستثمارات الضخمة في قطاع النفط والطاقة.

العلاقات الكويتية الصينية قوية ومتينة ومتماسكة على الصعيد السياسي والاقتصادي، ويشترك الشعبين الكويتي والصيني بقواسم مهمة كالتسامح ودعم السلام العالمي والانفتاح الخارجي، ولذا فقد استهدفت هذه الدراسة الميدانية رصد توجهات الرأي العام الكويتي تجاه الصين سياسياً واقتصادياً وثقافياً، حيث كشفت نتائج هذه الدراسة اهتماماً كويتياً ملحوظاً بالصين، ودراية واسعة حول متانة العلاقات بين الكويت والصين، والرغبة في تعزيز فهم الجوانب الثقافية منها، وخاصة في بعدها الإعلامي.

من جهة ثانية، تفاوتت آراء المشاركين في الدراسة حول السياسة الصين الراهنة تجاه القضايا العربية، سيما الملفات الساخنة منها كالقضية الفلسطينية والأزمة في كل من سوريا واليمن، الأمر الذي يعكس رصد الكويتيين للمواقف الرسمية الصينية، إلا أن الغالبية من الكويتيين أبدوا رأياً واضحاً حول قصور الدور الإعلامي وأنشطة السفارة الثقافية في التسويق للصين سواءً في شرح وتوضيح مواقفها السياسية أو الترويج لدبلوماسيتها الشعبية على الوجه الذي يتناسب مع الانطلاقة القوية لهذه الاستراتيجية الجديدة وتطبيقاتها المهمة في العديد من دول العالم الثالث.

على الرغم من الفوارق الديموغرافية الشاسعة بين الكويت والصين في الحجم الجغرافي والكثافة السكانية والموارد الاقتصادية، إلا أن المصالح الثنائية بين البلدين تبقى ذات أهمية مشتركة، والحاجة إلى تعزيزها تظل ضمن الأهداف الاستراتيجية للجانبين على حد سواء، ومن أبرز صور تعزيز هذه العلاقات في المنظور الاستراتيجي تفعيل السياسة الصينية الناعمة، حيث بينت الدراسة أن الرأي العام الكويتي على درجة عالية من الانفتاح لاستقبال هذه الدبلوماسية الناعمة.

المراجع

المراجع العربية:

الإدارة المركزية للإحصاء. اُسترجعت في تاريخ 20 يونيو، 2016 من موقع الإدارة المركزية للإحصاء، دولة الكويت (http://www.csb.gov.kw).

أسيري، عبدالرضا (2010). النظام السياسي في الكويت: مبادئي وممارسات (الطبعة العاشرة). الكويت: دار الوطن.

أسيري، عبدالرضا (1993). الكويت في السياسة الدولية المعاصرة: إنجازات وإخفاقات وتحديات. الكويت: مطابع القبس التجارية.

جلال، محمد (2015). العلاقات المصرية الصينية في ضوء المحددات الوطنية والمتغيرات الإقليمية والدولية. القاهرة: دار الجمهورية للصحافة.

حداد، ريمون (2006). العلاقات الدولية، نظرية العلاقات الدولية، أشخاص العلاقات الدولية: نظام أو فوضى في ظل العولمة (الطبعة الثانية). بيروت: دار الحقيقة للطباعة والنشر.

الحسيني، ناصر (2016، 07 مارس). الصين نعومة المخالب. اُسترجعت في تاريخ 17 مايو، 2016 من موقع الصين بعيون عربية (www.chinaainarabic.org).

الحمد، جواد (2005، 12-13 ديسمبر). اتجاهات ومحددات تطوير العلاقات الصينية-العربية 2005-2010. قدّم إلى منتدى التعاون العربي-الصيني، بكين.

الحمراوي، محمد (2016، 07 مارس). السياسة الخارجية الصينية. اُسترجعت في تاريخ 17 مايو، 2016 من (www.elhamrawy.blogspot.com/2008/09/blog-post-7938.html).

دشتي، نادية (2014). تطور العلاقات الكويتية العراقية في الفترة من 2003-2013 على ضوء النظرية الوظيفية الحديثة في العلاقات الدولية (رسالة ماجستير غير منشورة). الكويت: جامعة الكويت.

السيد سليم، محمد (2011، 15 يونيو). نصف قرن من العلاقات بين الكويت والعملاق الآسيوي الصاعد. جريدة النهار الكويتية.

صافي، محمود (2015). توجهات سياسية حذرة: آفاق التعاون الصيني الشرق أوسطي والتحديات الراهنة. القاهرة: المركز العربي للبحوث والدراسات.

الصباح، للعنود (2017). العلاقات الكويتية الصينية وآفاقها المستقبلية. الكويت: مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، سلسلة ملخصات الرسائل الجامعية، الرسالة 31.

الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية (2014). تقرير للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية حول القروض التي قدمها الصندوق للصين حتى تاريخ 3-6-2014. الكويت: الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية.

فندي، مأمون (2008). حروب كلامية: الإعلام والسياسة في العالم العربي (ترجمة تانيا ناجية). بيروت: دار الساقي.

المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (2016). مسيرة العلاقات الكويتية-الصينية بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين دولة الكويت وجمهورية الصين الشعبية: 1961-2016. الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.

المجيم، نورة (2013). الكويت تتجه شرقاً: دور الكويت في التنظيمات الآسيوية. الكويت: مكتبة آفاق.

ناي، جوزيف (2007). القوة الناعمة وسيلة النجاح في السياسة الدولية (ترجمة محمد توفيق البجيري). الرياض: العبيكان للنشر.

وكالة الأنباء الكويتية (كونا). (23 يوليو 2002).

المراجع الأجنبية:

Alexandrus, M. (2007, Spring). David Mitrany from Federalism to Functionalism. Transylvanian Review, XVI(1), no.1 pp. 20-31.

Al-Sabah, A. (2015, September/October). Kuwait-China Relations and Future Prospects. China International Studies, 54, pp. 100-110.

D’Hooghe, A. (2005). Public Diplomacy in the People’s Republic of China. In Jan Melissen (Ed.), The New Public Diplomacy: Soft Power in International Relations (pp. 88-105). NY: Palgrave Macmillan.

Gilboa, E. (2001, June). Diplomacy in the Media Age: Three Models of Uses and Effects. Diplomacy & Statecraft, 12(2), pp.1-28.

Gill, R. & Huang, Y. (2006, Summer). Sources and Limits of Chinese Soft Power. Survival, 48(2), pp. 17-36.

Lee, C. (2013). China’s International Broadcasting as a Soft Power Maker: Its Market Formation and Audience Marking. Tubingen: European Research Center on Contemporary Taiwan Karls University.

Melissen, J. (2005). The New Public Diplomacy: Between Theory and Practice. In Jan Melissen (Ed.), The New Public Diplomacy: Soft Power in International Relations (pp. 03-27). NY: Palgrave Macmillan.

Qingan, Z. & Jinwei, M. (2012, Fall). How 21st-Century China Sees Public Diplomacy As a Path to Soft Power. Global Asia, 7(3), pp. 18-23.

Smirnova, L. (2016). Eurasian Students in China: A New Angle in Understanding China’s Public Diplomacy. In James Pamment (Ed.),  Intersections Between Public Diplomacy & International Development: Case Studies in Converging Fields (pp. 53-75). USC Centre on Public Diplomacy at the Annenberg School. Los Angeles: Figueroa Press.

Strauss, N., Kruikemeier, S., van der Meulen, H. and van Noort, G. (2015). Digital Diplomacy in GCC Countries: Strategic Communication of Western Embassies on Twitter. Government Information Quarterly, 32(4), pp. 396-379.

Su, S. & Xu, M. (2015, January-March). Twitplomacy: Social Media as a New Platform for Development of Public Diplomacy. International journal of E- Politics, 6(1), 16-29.

Wang, J. (2011). Introduction: China’s Search of Soft Power. In Jian Wang (Ed.), Soft Power in China Public Diplomacy Through Communication (pp. 01-17). NY: Palgrave Macmillan.

Wang, Y. (2008, March). Public Diplomacy and the Rise of Chinese Soft Power. The Annals of the American Academy of Political and Social Sciences, 616, 257-273.

Wu, Y. (2016). China’s Media and Public Diplomacy Approach in Africa: Illustrations from South Africa. Chinese Journal of Communication, 9(1), 81-97.